البيانات الضخمة ما بين الدراسة والخبرة
تشير البيانات الضخمة إلى كميات هائلة من المعلومات المعقدة التي تتجاوزقدرات البرمجيات التقليدية من حيث التخزين والمعالجة والتوزيع، أدى ذلكإلى تطوير حلول مبتكرة تسهّل التحكم في تدفق هذه البيانات وإدارتهابكفاءة. شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا في الطلب على محللي البيانات الضخمة، نتيجة النمو السريع في حجم البيانات بسبب التطور المستمر للتقنياتالرقمية، مثل الاتصال، والتنقل، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي. ومعاستمرار انتشار البيانات وتوسعها، تظهر أدوات متقدمة لتحليل البياناتالضخمة، تتيح للشركات جمعها ومعالجتها وتحليلها بسرعة، لتحقيق أقصىاستفادة منها.تُستخدم البيانات الضخمة في مجالات مثل التعلم الآلي والنمذجة التنبؤيةوالتحليلات المتقدمة، للمساهمة في حل مشكلات الأعمال ودعم اتخاذ قراراتمبنية على بيانات دقيقة. من الناحية العلمية يتطلب التعامل مع البيانات إلى المعرفة بالأسسالأساسية مثل الإحصاء، والرياضيات، والبرمجة، بالإضافة إلى معرفة كيفيةهيكلة البيانات الضخمة وتنظيمها وحمايتها. أما من الناحية العملية، فيعتمدالأمر على التدريب المكثف والتطوير المستمر، بسبب التحديثات المستمرةللأدوات المستخدمة في هذا المجال. حيث قد يتفوق بعض الهواة في تحليلالبيانات على بعض المتخصصين الأكاديميين؛ بسبب الممارسة والتطويرالمستمر في التعامل مع البيانات، بغض النظر عن حجمها أو نوعها أو الجهةالتي تتعلق بها. تحديات تحليلات البيانات الضخمة:على الرغم من الفوائد الكثيرة التي تقدمها البيانات الضخمة، إلا أنها تفرضتحديات تتطلب من المنظمات استعدادًا للتعامل معها عند جمع هذا الكمالهائل من البيانات وإدارتها واتخاذ القرارات بناءً عليها. تتضمن تحديات البيانات الضخمة الأكثر شيوعًا ما يلي:● الافتقار إلى المواهب والمهارات في مجال البيانات: هناكنقص في علماء البيانات ومحللي البيانات ومهندسي البياناتوالتي تُعد من أكثر التخصصات طلبًا وأعلى أجرًا في قطاعتكنولوجيا المعلومات. يعد الافتقار إلى مهارات البيانات الضخمةوالخبرة المتعلقة في أدوات البيانات الضخمة أحد العوائقالأساسية لتحقيق القيمة من بيئات البيانات الضخمة. ● سرعة نمو البيانات: البيانات الضخمة، بطبيعتها، في حالةتغير ونمو مستمر، ومن دون وجود بنية أساسية قوية يمكنهاالتعامل مع احتياجات المعالجة والتخزين والشبكات والأمان، فقد يصبح من الصعب للغاية إدارتها.● مشاكل تتعلق بجودة البيانات: تؤثر جودة البيانات بشكلمباشر على جودة اتخاذ القرار وتحليل البيانات وتطويراستراتيجيات التخطيط. غالبًا ما تكون البيانات الخام غيرمنظمة وفوضوية، مما يجعل من الصعب معالجتها.ولا يضمنوجود كميات كبيرة من البيانات تحقيق نتائج مفيدة ما لم تكنهذه البيانات دقيقة وذات صلة ومهيأة بشكل صحيح للتحليل. قديؤدي هذا إلى إبطاء عملية إعداد التقارير، وفي حال تم تجاهلهذه المشكلة، فقد ينتهي الأمر إلى الحصول على نتائج مضللةورؤى لا قيمة لها.● انتهاكات الامتثال: تحتوي البيانات الضخمة على كمياتكبيرة من البيانات والمعلومات الحساسة، مما يجعل من الصعبضمان استمرارية معالجة البيانات وتخزينها بما يتوافق معمتطلبات خصوصية البيانات والمتطلبات التنظيمية، مثل قوانينتوطين البيانات وإقامة البيانات.● تعقيد التكامل: تعمل أغلب الشركات مع بيانات منعزلة عبرأنظمة وتطبيقات مختلفة في مختلف أنحاء المؤسسة. يعد دمجهذه المصادر المختلفة للبيانات وإتاحتها لمستخدمي الأعمالعملية معقدة لكنها ضرورية لتحقيق القيمة المرجوة من البياناتالضخمة.● المخاوف الأمنية: تحتوي البيانات الضخمة على معلومات قيمةعن الأعمال والعملاء، مما يجعلها أهدافًا قيمة للمهاجمين، ونظرًا لتنوع مجموعات البيانات هذه وتعقيدها، يصبح منالصعب وضع وتنفيذ استراتيجيات وسياسات شاملة لضمانحمايتها. الخلاصة:الاعتماد على أدوات تحليل البيانات الضخمة وحمايتها ضرورة ملحة حيثتمثل البيانات الشريان الرئيسي الذي يربط مختلف أقسام المؤسسات. ومعالتطور في تقنيات الحوسبة عالية الأداء، من المتوقع أن يتزايد الطلب علىالمتخصصين في هذا المجال بشكل كبير.