مقالات وتدوينات
(0)

البيانات الضخمة واستخداماتها في المنظمات غير الربحية

1,491 قراءة
1 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2018/09/15
الردود
1

البيانات هي المادة الخام التي نستخدمها للوصول إلى المعلومات. فقائمة أعمار المتطوعين -على سبيل المثال- هي بيانات نستطيع تحليلها للوصول إلى معلومة تفيدنا بمتوسط أعمار المتطوعين في هذه المنظمة. و للبيانات أنواع مختلفة سبق وأن تطرقنا لها، إلا أنه ومع عصر الإنترنت أصبحت المنظمات تواجه تحدي تقني صعب نظرًا للتزايد الكبير في البيانات المتوفرة على الشبكة العنكبوتية بشكل يفوق قدرة الأدوات التقليدية لقواعد البيانات على جمعها وإدارتها وتحليلها. حيث يستخدِم الانترنت اليوم -وخصوصًا عبر الهواتف الذكية- أكثر من 5 بلايين شخص ينتج عنهم مجموعة كبيرة من البيانات (البريد الإلكتروني، نقرات التصفح لمواقع إلكترونية مختلفة، المواد التي يتم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وأي استخدامات للأجهزة الذكية الأخرى) أي أن كل عملية رقمية تحدث على الإنترنت يتم توثيقها كبيانات. وهذا يفسّر أهمية وقيمة شركات مثل قوقل وفيسبوك التي تمتلك جزءًا كبيرًا من البيانات الضخمة. ما هي البيانات الضخمة Big Data؟ لابدّ لنا هنا من التفريق بين نوعين من أنواع البيانات الضخمة وهي: بيانات مهيكلة: أي أنها محصورة في جدول أو قاعدة بيانية. بيانات غير مهيكلة: وهي الجزء الأكبر من البيانات الضخمة وتتكون من بيانات يولدها مستخدمي الانترنت يوميا ناتجة عن استخدامهم لمحركات البحث ونشرهم لمواد مرئية ونصية وتفاعلهم معها في مواقع التواصل الاجتماعي. و هناك طرق مختلفة لجمع ورصد هذه البيانات تطوِّر من أداء المنظمة وتساهم في تحسين مشاريعها المستقبلية. من أين تبدأ المنظمة غير الربحية؟ لابدّ أن تستوعب المنظمة أولا مفهوم البيانات الضخمة وتحدد هدفها من استخدام هذه البيانات. هذه الخطوة ستساعد المنظمة في تحديد أولوياتها عند تحليل البيانات ووضع الاستراتيجيات الأمثل للوصول إلى هذا الهدف. أيضًا من المهم اختيار البرنامج الأنسب ومقاييس التحليل التي ستعتمد بشكل رئيسي على ما تريده المنظمة وتطمح بالوصول إليه من البيانات، وكلّما كانت البيانات حديثة ودقيقة كانت نتائج تحليلها أفضل. بعد ذلك لابدّ أن تستخدم المنظمات غير الربحية ما توصلت إليه من نتائج في دعم عملها وتحسين صورتها أمام المستفيدين والمتبرعين وحتى الأعضاء، وذلك باتخاذ قرارات تسويقية ومالية وإدارية ذكية ومناسبة. كيف تستفيد المنظمات غير الربحية من البيانات الضخمة؟ إن التطور المطّرد لتقنية وأدوات تحليل البيانات الضخمة وشح الخبرات في هذا المجال يعيق من الاستفادة القصوى منها، إلا أنه بإمكان المنظمات غير الربحية الاستفادة من تجارب القطاع الربحي في الاستفادة من البيانات الضخمة، حيث تسعى الشركات اليوم إلى فهم المستهلك وسلوكه وتفضيلاته وعاداته الشرائية عبر متابعة تحركاته على الانترنت .. وقياساً على ذلك فالمنظمات غير الربحية تستطيع جمع المعلومات حول المتبرعين واهتماماتهم واستخدامها بشكل يجذب المزيد منهم. كما أن تحليل العمليات المالية والخدمات التطوعية ومعلومات القائمين عليها يمكّن المنظمة من تطوير أدائها الحالي وإصلاح العثرات الموجودة في نظام عملها. ومن ناحية أخرى فإن تحليل البيانات الضخمة الشاملة لتوجهات المجتمع وفئاته وأبرز سماته يساعد المنظمات غير الربحية في إقامة حملات توعوية وخيرية ناجحة تخدم رسالتها بالإضافة إلى تقديم برامج مخصصة ومناسبة لحاجات مستفيديها. أحد الخيارات المتاحة للمظمات غير الربحية أيضًا هي الاستعانة بجهات لها خبرة عالية وتمتلك أدوات تقنية متطورة تساعدها على فهم وتحليل ما تمتلكه من بيانات. هذا الخيار سيوفر الوقت والجهد ويعوض النقص الحاصل في الكوادر البشرية ذات المهارات التقنية في مجال العمل غير الربحي. نماذج ناجحة: كيف استفادت هذه المنظمات الخيرية من البيانات الضخمة لصالحها؟ استعمالات البيانات الضخمة متعددة وكبيرة وأثبتت جدواها اليوم خصوصا في مجالي الطب والزراعة. حيث تم تحليل الكثير من السجلات الطبية لتطوير الخدمات الطبية واختراع علاجات دوائية أكثر كفاءة للمرضى. أيضًا تم استخدام البيانات الضخمة في المجال الزراعي في الدول الفقيرة بهدف زيادة الإنتاج الزراعي للحدّ الأقصى والحدّ من التلوث البيئي وتطوير الأجهزة الزراعية، وكل ذلك ساهم في تخفيف مشكلة الفقر والمجاعات وانتشار الأمراض. وهناك منظمات عالمية غير ربحية عديدة نجحت في الاستفادة من البيانات الضخمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر: أكاديمية خان التعليمية: استفادت المنظمة من البيانات الضخمة التي وفرتها مراكز البحوث والإحصاء الدولية والمحلية حول التعليم التقليدي والإلكتروني ونقاط الضعف والقوة في كل منهما في تقديم دروس تقوية ذات جودة ومرونة عالية تغطي النقص الحالي في النظام التعليمي الإلكتروني. وبفضل الاستمرار في جمع بيانات مستخدميها الحاليين واحتياجاتهم، استطاعت أكاديمية خان تقديم مناهج مخصصة الكترونيًا لكل طالب حسب مستواه الشخصي. المركز الاجتماعي YMCA في مدينة أوستن الأمريكية: نجح المركز في رفع عدد الأعضاء 14% خلال شهر واحد عبر دراسة وتحليل كل البيانات المتعلقة بالعضوية سواء كان مصدرها من داخل المنظمة (السجلات الخاصة بالأعضاء) أو خارجها (في موقعها الرسمي وحساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي). فقد أقام المركز حملة الكترونية استهدفت كل الأشخاص المحتمل انضمامهم له، كما نجح في تحقيق 4 أضعاف عائد الاستثمار في إعلانات الويب. مثل هذه المنظمات تعكس وجود فرصة كبيرة للقطاع غير الربحي للمساهمة الإيجابية في حلّ المشاكل الكبرى التي يعاني منها العالم وغيرها بحسب أنشطتها عبر الاستفادة من البيانات الضخمة. https://www.mozn.ws/15719

التعليقات (1)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد