التقنية الرقمية وأثرها على معدل الإنتاج في سوق العمل الهندسي الإنشائي
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/12/19
|
الردود |
0
|
لا شك أن التقنية كان لها دور كبير في سرعة الإنجاز للأعمال بالمجمل وبالتالي سهولة العمل واختصار الوقت والجهد وربما التكلفة (المال) أحيانا وذلك على كثير من القطاعات و المجالات العملية و العلمية المختلفة. لكن ما مدى واقع تأثير التقنية على معدلات الإنتاج في سوق العمل الهندسي الإنشائي، وهذا نجد أن الموضوع يجب أن ينقسم إلى جانبين :
- جانب قد دخلت عليه التقنية الرقمية بشكل كبير (ونقصد هنا طبعا بالتقنية الرقمية هي استخدام الأسلوب الرقمي مع الاختراعات والصناعات الحديثة من برامج حاسوبيه وصناعة ونحوها)
- وجانب لم تدخل عليه التقنية الرقمية بشكل مباشر، وهذا يتضح من تعريفنا السابق وبأسلوب بسيط عن المقصود بالتقنية الرقمية وكذلك من خلال تتبع سير العمل في المشاريع الهندسية الإنشائية بحيث أننا نجد أن جانب التصاميم والأعمال المكتبية في المشاريع الهندسية (الإنشائية ونحوها) قد شملته التقنية وتقدمها بشكل كبير وخاصة في البرامج الهندسية والحاسوبية، وأصبحت تساعد وتساهم في سرعة الإنجاز وفي إعداد التصاميم واللوحات الهندسية، وخاصة دخول البرامج الهندسية وتطورها في كافه أنواع المجالات وخطوات العمل الهندسي من التصميم وإعداد المخططات والرسومات للتنفيذ وحساب كميات المشروع والتكاليف ونحوها، وهو أمر قد جعل التقنية الرقمية مساهمة في السرعة والسهولة وتوفير التكلفة أحيانا مثل: الاحتياج لعدد رسامين و حاسبين كميات بعدد اقل.
لكننا فيما إذا نظرنا إلى جانب التنفيذ في المشاريع الهندسية والإنشائية حيث نجد أن التقنية الرقمية لم تدخل على هذا الجانب بشكل كبير فغالبا يعتمد الجانب التنفيذي في المشاريع الهندسية على الأيدي العاملة والمعدات (رغم حداثتها وتطور سرعتها في الانجاز إلا أنه مازالت لها معادلات ثابتة أو متقاربة تقريبا وهي تبقى كذلك لسنوات). فجانب كبير من التنفيذ في المشاريع الهندسية يعتمد على الأيدي العاملة وما زال الخيار المتاح لدى المهندسين لزيادة معدل إنهاء وانجاز العمل بزيادة عدد الأيدي العاملة (رغم أن هنالك بعض الأيدي العاملة أكثر جدارة و سرعه انجاز عن غيرها وبالتالي يمكن استبدالها) فمثلا تنفيذ أعمال البلاط والسيراميك ورص الطابوق وتنفيذ أعمال الحوائط وأعمال السقالة، حيث نجد أنها لم تدخل التقنية الرقمية من حاسوب وبرامج على هذه الأعمال فمازالت معدلات الانجاز وسير العمل فيها ثابتة ( وإن كانت البرامج الهندسية الحديثة في إدارة المشاريع ونحوها قد تساعد المهندسين ومدراء المشاريع بالتحكم بالأيدي العاملة ومحاوله انجاز الأعمال بالتزامن مع أعمال أخرى مما يسرع الانجاز، أو لا يؤخر سير العمل)، وهذا أمر كان محقق لدى كل المهندسين الذين يمتلكون خبرة وممارسة كافيه؛ فلم تكون التقنية سبب مباشر هنا لكن بقيت معدلات إنتاج الأيدي العاملة واحدة. كذلك الحال بالنسبة للأعمال التي تعتمد على الأيدي العاملة بشكل مباشر مثل أعمال فك الطوبار ونحوها فبقيت معدلاتها ثابتة، كما نجد أيضا أنه رغم أن سرعة تطور التقنيات الرقمية والتكنولوجيا وسرعه التواصل بالمراسلات المتعلقة بالتنفيذ بين المقاول والمهندس ومالك المشروع أصبحت سريعة وفورية مع توافر السرعة الزمنية في التقنية الرقمية إلا أن المدة الزمنية من وقت التبليغ على هذه المراسلات بقيت على حالها كما هو الحال مثلا في إبلاغ المهندس للمقاول بإجراء بعض التعديلات ونحوها وكذاك بين جميع أطراف المشروع الهندسي من مالك أو مقاول أو المهندس أو مقاول فرعي.
إن كل ما سبق يبين أن التقنية الرقمية وأثرها على معدلات الإنتاج في سوق العمل الهندسي الإنشائي متوقفة على طبيعة وحيثية العمل، فإنْ كان من الأعمال التي دخلت عليها التقنية بشكل موسع أو لم تدخل-كما تم إيضاحه سابقا-، فليس بالأمر المطلق الذي يمكن القول بصورة مطلقه أن التقنية الرقمية زادت من معدلات الإنتاج (أي معدل انجاز العمل والتنفيذ في المشاريع الهندسية)، إلا أنه مازال العمل على دخول التقنية الرقمية في كافة عمل المشاريع الهندسية والإنشائية بحيث تكون عامل مساعد لهذه العمالة البشرية أو تكون بديل عنها في بعض الأحيان.
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...