مقالات وتدوينات
(4.0000)

التقنية الرقمية ودورها في إدارة المشاريع، مقدمة لبرنامج "Primavera" لإدارة المشاريع

2,922 قراءة
1 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/12/24
الردود
1

لقد أصبحت التقنية الرقمية (أي استخدام التكنولوجيا وبرامج الحواسيب التي تعتمد على التقنية الرقمية) ذات دور فعال في الكثير من جوانب الهندسة بداية من التصاميم وإعداد المشاريع وغيرها من الأمور الهندسية في داخل المشروع؛ بل وأصبحت هذه التقنية ذات اتصال مباشر في جوانب المشاريع الهندسية كافة، كما أنها شملت الأمور الهندسية التي تعتمد على الخبرات والكفاءات المتقدمة لدى المهندسين ومنها إدارة المشاريع الهندسية. فلقد شملت برامج الحاسوب إدارة المشاريع الهندسية التي كانت تعتمد فترة طويلة على كفاءة المهندسين أصحاب الخبرات والتي ربما يصعب على برنامج حاسوبي عادي أو بسيط أن يقوم به، بل وربما كانت تصعب أحيانا على المهندسين أنفسهم. فقد كان الأمر يحتاج إلى خبرات وكفاءات عالية لمن لديهم باع طويل في مجال إدارة المشاريع، أما الآن فقد تقدمت هذه البرامج والتقنية الرقمية لتشمل كافة تفاصيل إدارة المشاريع وربما تشملها في برنامج واحد أو أحيانا تربط هذه الإدارات المختلفة بشكل متناسق لإدارة المشروع بأعماله ومراحله كافة؛ وهي بطبيعة الحال مساعدة بشكل أساسي في إدارة المشاريع وإن كانت لا تغني عن الكفاءة وخبرة المهندس الذي لا بد أن يكون لديه تقدير وإدراك لكافة القيم أو النتائج عبر هذه البرامج. 

إن برنامج (البريمافيرا) هو أحد هذه البرامج الهندسية التي تعتبر من أحدث الأساليب التقنية في مجال إدارة المشاريع الهندسية فهو عبارة عن برنامج يعمل على جدولة الأعمال المختلفة للمشروع وتتبع سير العمل به، وكذلك تتبع المواد المستخدمة للمشروع ومواردها وتنسيق الجدول الزمني لها، وكذلك أماكن وأوقات استخدامها وتوريدها، وأيضا جدولة المصاريف والدفعات المالية للمشروع. كما يساعد على تحديد النقاط الحرجة بعمر المشروع(الهندسي أو الإنشائي مثلا)، وكذلك أوقات تسليم الأعمال ونحوها، وهي من الأمور التي كانت تتطلب كفاءات عالية لمن يعمل في إدارة المشاريع. حيث من خلاله تتم عملية مراقبة وإدارة المشروع وتبيان علاقة الأعمال والأنشطة المختلفة في المشروع بعضها البعض. 

 فمنذ عام 1983 حيث أول إصدار لهذا البرنامج، ثم توالت إصداراته المستمرة لتطويره إلى الوضع الحالي المنتشرP6


أما عن التساؤل الأبرز لمن يبحث عن التأسيس في علم الهندسة، هل هذا البرنامج في صميم العمل الهندسي أم أنه مكمل للعمل الهندسي؟ أو ما هي الفائدة من تعلمه في مرحلة التأسيس لعلم الهندسة؟. وفي الإجابة لهذا لا بد لأي طالب هندسة يرغب بفهم العمل الهندسي الإنشائي، ومراحل المشروع المختلفة، وتتبعها من معرفة الأعمال الإنشائية وتتابعها فإن جدوى وقيمة هذا البرنامج حينها تكون كبيرة له في ذالك. فهو يعمل على وضع الأعمال المختلفة للمشروع وربط بعضها البعض من حيث المدد وفترة الابتداء والانتهاء لكل عمل، وأيضا من حيث ترتيب الأولوية والفترات الزمنية. كل ذلك يعتبر من الأمور الجوهرية والمفيدة في زيادة فهم وطبيعة عمل المشروع الهندسي، كما أنه يعد كذلك لكل من أراد العمل في إدارة المشاريع حيث أنه مازال هذا البرنامج الحاسوبي الرئيسي في هذا الموضوع ويشكل مساعدا في تتبع سير العمل ونحوه، ولا شك أن التقنية (أي برامج الحاسوب الهندسية) أصبحت منفذة ومفعلة لدى جميع المشاريع الهندسية، وذلك من عشرات السنوات. كذلك فإن هذا البرنامج مفيد للمهندسين لمن يعمل في أي عمل أو نشاط مرتبط في المشروع الهندسي حتى وإن لم يكن في إدارة المشروع الهندسي نفسه بشكل كامل مثل حساب الكميات ونحوها، أو حتى من تسليم أو تسلم أي أعمال داخل المشروع. فيتم من خلال هذا البرنامج تبيان مواعيد التسليم للأعمال كافة وكذلك موعد الحاجة للمواد وتوريدها وأماكن تخزينها (أي الأماكن المتاحة وغير المشغولة حاليا بمواد أو أعمال أخرى) حيث يحتوي البرنامج على تتبع لكافة الأنشطة خلال المشروع، وكافة الفترات الزمنية المطلوب عندها لا بد من توريد توريد المواد المختلفة للمشروع، كما أنه يعد بنسخته المتطورة من البرامج الرائدة لإدارة محفظة المشاريع (مصاريف ونفقات وتسلم الدفعات للأعمال المختلفة بالمشروع).

يعد من الأمور المهمة والتي تعتبر في مقدمة ما يجب معرفته لتعلم هذا البرنامج. هو ما هي الاحتياجات والمتطلبات لتحميل البرنامج؟ وكيفية تنزيل البرنامج على أجهزة الحاسوب المختلفة أو تنصيبه من أجل التدرب والتعرف عليه ولو بشكل ميسر؟ والإجابة تكمن في أنه نظام يعتمد على بيئة التشغيل (JRE) Java. هذا ويتوافق هذا البرنامج بتوفر إصداراته المختلفة على مواصفات الأجهزة الحواسيب ال32 (bit) وكذلك(bit). كما أنه ينبغي ملاحظة أن يكون طريقة تنزيله آمنة فقد يؤدي تنزيل هذا البرنامج بشكل خاطئ إلى تغيير أو تحديث لنسخة الويندوز للجهاز. 


كما يلاحظ من الشاشة الرئيسية لهذا البرنامج أنه يتم إدخال أو إدراج الأعمال والأنشطة المختلفة، ثم يتم تحديد الفترات الزمنية والبداية والنهاية الزمنية لكل عمل؛ ويتضح كذلك في الشاشة الرئيسية تبيان الأيام التي تمثل البداية والنهاية لهذه الأنشطة بطريقة مخطط واضحة سهلة ومبسطة وليس كأرقام متتابعة، حيث تعتبر من الطرق والمميزات التي تميز عمل هذا البرنامج وبأشكال وألوان مختلفة متضمنة بالبرنامج خاصة بالنسخة الحديثة والمطورة، ويمكن تتبع الشرح التفصيلي لهذا البرنامج وإصداراته المختلفة ومتطلبات تفعيل الإصدارات المختلفة له من خلال الموقع الإلكتروني الرسمي له، وكلما زادت إطلاع وممارسة المهندس الإنشائي لهذا النوع من البرامج (ألا وهي المتعلقة بإدارة المشاريع وتتبع سير الأعمال المختلفة بالمشروع)، كلما زادت وتوسعت مداركه بالإلمام بالأعمال والمشاريع الهندسية عامة، وزاد ذلك من خبرته على مختلف تخصص عمله الإنشائي- وإن لم تكن الخبرة الكافية والكاملة التي تحتاج بالتأكيد في العمل الهندسي للإطلاع المباشر على الإنجاز وسير العمل في الموقع- كما أن الخبير أيضا بحاجة إلا هذه التقنية من البرامج الحاسوبية المتطورة التي تعد مواكبة بتوفير الجهد والوقت حتى لذوي الخبرات.

التعليقات (1)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد