ما هو وضع الطيران؟ لماذا هو موجود
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2021/04/09
|
الردود |
0
|
عند الضغط على أيقونة وضع الطيران سواء في هاتف أو حاسوب أو جهاز آخر يتم ببساطة إيقاف جميع العمليات التي تتضمن بث أو استقبال الإشارات اللاسلكية. لذا عادة ما تتوقف الشبكة الخلوية كما يتم إيقاف اتصالات الشبكات اللاسلكية والـ Bluetooth بشكل كامل كما يتم التوقف عن تلقي معلومات تحديد الموقع عبر نظام GPS. لكن وبعد تفعيل الوضع عادة ما تسمح الهواتف بإعادة تفعيل هذه الميزات بشكل منفصل مع إبقاء اتصال الشبكة الخلوية متوقفاً فقط.
فوضع الطيران بدأ بالظهور في الهواتف المحمولة والأجهزة الأخرى مع مطلع الألفية وبالأخص مع تحول الهواتف المحمولة إلى أدوات تستخدم لأشياء مختلفة غير محصورة بالمكالمات والرسائل فقط. لذا وبدلاً من الحاجة لإيقاف الهواتف والأجهزة الإلكترونية بشكل كامل (كما تنص قوانين العديد من البلدان وتعليمات معظم خطوط الطيران) يمكن ببساطة إبقاء الجهاز يعمل لكن دون أي تبادل للمعلومات عبر الشبكات اللاسلكية.
من حيث المبدأ كانت الفكرة من الوضع هي جعل العديد من الأجهزة مناسبة للطيران، حيث أن التشريعات التي تمنع استخدام هذه الأجهزة تعتمد على الاعتقاد بكون الإشارات التي تعتمدها الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف والحواسيب المحمولة من الممكن أن تؤثر على الطائرة والإشارات المهمة التي تحتاج لاستقبالها من أبراج المراقبة الأرضية مثلاً.
المثير للاهتمام في الواقع هو غياب أية أمثلة حقيقية لهذا التشويش المزعوم على الطائرات. حيث أنه لا توجد أية حالة تحطم طائرة مسجلة تتضمن تشويشاً ناتجاً من هاتف ذكي مثلاً، وأقرب شيء موجود هو حالة خطأ في قراءة اتجاه الطيران نتيجة مشغل DVD كان يصدر إشارات لاسلكية بسبب أعطال ضمنه.
فهل تشكل الأجهزة الإلكترونية فعلاُ خطراً حقيقياً على الطائرات؟
من حيث المبدأ قد يبدو من المنطقي للغاية كون الأجهزة الإلكترونية محظورة على الكثير من الخطوط الجوية. حيث أن الأجهزة الإلكترونية عادة ما تصدر وتستقبل الإشارات اللاسلكية طوال الوقت. وهذه الإشارات من الممكن أن تتسبب بالتشويش على الأجهزة الدقيقة اللازمة لعمل الطائرات. النتيجة من الممكن أن تكون أخطاء بالقياسات أو الارتفاع والاتجاه، أو حتى تشويشاً على الاتصال بأبراج المراقبة الأرضية.
على العموم كون الأمر ممكناً نظرياً لا يعني أنه يحدث حقاً. حيث أن الأجهزة الإلكترونية اليوم محدودة بمجالات معينة لاتصالاتها اللاسلكية سواء إلى شبكات الهاتف أو عبر شبكات Wi-Fi. وبنفس الوقت فالطائرات الحديثة تمتلك تقنيات متقدمة للغاية في مجال العزل عن “الضجيج الإلكتروني”. وفي حال عمل كل شيء كما هو مطلوب فالتشويش أمر مستبعد عادة في الظروف العادية.
بالطبع فقلة احتمال التشويش لا تعني استحالة حصول الأمر. لكن الأرجح هو أن القوانين التي صدرت منذ عدة عقود كانت متشددة أكثر من اللازم. والخطر الذي ظهر كتهديد كبير جداً في الماضي صغير للغاية اليوم سواء من حيث احتمال حصول المشاكل أو حجم هذه المشاكل.
على العموم هناك الكثير من الأشخاص ممن يتجاهلون التعليمات الخاصة بإيقاف الأجهزة الإلكترونية طوال الوقت. ومع أن تجاهل قواعد السلامة (مهما كانت غير منطقية) أمر متهور، فهو هنا دليل على كون الخطر أصغر بكثير مما تخيله صناع القوانين.
على الرغم من أن معظم الدول حول العالم لا تزال صارمة للغاية تجاه استخدام الأجهزة الإلكترونية وبالأخص الهواتف والحواسيب المحمولة، يبدو أن غياب الأدلة الحقيقية يدفع باتجاه زوال هذه القيود في المستقبل لكن ليس بشكل مباشر حقاً. حيث أن بعض القيود المتعلقة باستخدام شبكات Wi-Fi بدأت بالتراخي في الواقع وبالأخص مع بعض الخطوط الجوية التي تتيح اتصال الإنترنت من الطائرة (مقابل تكلفة إضافية بالطبع).
وفي بعض البلدان هناك دراسات للسماح باستخدام الشبكات الخليوية مجدداً عند الطيران المعتاد (باستثناء الإقلاع والهبوط) لكن مع منع للمكالمات الصوتية بالتحديد (أي يسمح أي استخدام مثل التراسل أو تصفح الإنترنت طالما أنك لا تزعج المسافرين الآخرين). لكن وكما هو متوقع ربما، هناك ضغوطات من بعض الخطوط الجوية ضد هكذا تشريعات، فالكثير من الخطوط الجوية تستفيد من المنع على الإلكترونيات لبيع الإنترنت عل الطائرات أو حتى بيع المكالمات الصوتية.
عموماُ ومع كون إزالة المنع عن التقنيات عملية بطيئة للغاية بسبب البيروقراطية من جهة وكون معظم البلدان لا ترى الأمر ضرورياً أصلاً. والأرجح أن اتجاه العودة للسماح بالأجهزة الإلكترونية على الطائرات وبشكل كامل قادم بالتأكيد لكن بعد مدة.
بالطبع فهذا لا يعني أن وضع الطيران سيزول من الهواتف والمنتجات الأخرى. حيث أنه يستخدم في العديد من الحالات الأخرى وبغض النظر عن اسمه فالغالبية العظمى من استخدامات وضع الطيران لا علاقة لها بالطائرات أصلاً.
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...