مفاهيم خاطئة عن تجربة المستخدم

في البداية قبل التعرف على المفاهيم الخاطئة عن تجربة المستخدم أو ما يعرف ب (User Experience) لابد من التعرف على مفهوم هذا المصطلح. تجربة المستخدم هي العملية التي يتم من خلالها بناء منتج مع التركيز على أهمية جعله سهل الاستخدام لجميع المستخدمين باختلاف قدراتهم. تجربة المستخدم تشمل جميع المراحل من طرح فكرة المنتج إلى طرح المنتج في سوق العمل. بعد معرفة مفهوم تجربة المستخدم لابد من معرفة بعض المفاهيم الخاطئة عن هذا المصطلح. 

1) مصطلح واجهة المستخدم (User interface) وتجربة المستخدم (User experience) لهما نفس المعنى. 

على الرغم من أهمية تصميم المنتج في التجربة النهائية للمستخدم إلى أنها تمثل مرحلة فقط من تجربة المستخدم وهذان المصطلحين لهما معنيان مختلفان يمكن تعريفهما إلى: 

واجهة المستخدم: تهتم بالتصميم والشكل النهائي للمنتج بحيث يكون التصميم جذاب يجعل المستخدم يقضي وقت أطول في تصفح المنتج. 

تجربة المستخدم: تهتم بتجربة المستخدم من حيث سهولة الاستخدام وجعل المستخدم يعود لتجربة المنتج مرة أخرى.

2) كلما كثرت الخيارات كلما كان المستخدم راضي عن التجربة. 

كثير منا يعتقد ان كلما كثرت الخيارات للمستخدم كلما أصبح للمستخدم تحكم أكثر في المنتج وفي تجربته النهائية لكن في عالم تجربة المستخدم أوضحت العديد من الدراسات أن كثرة الخيارات قد تؤدي إلى إرباك المستخدمين وحصول ظاهرة تعرف ب (Decision Paralysis) حيث المستخدم يكون غير قادر على اتخاذ القرار. مثال جيد على توفير خيارات محدودة للمستخدم هو متصفح جوجل الذي يحتوي على مدخل للبحث وخيارات محدودة مثل عرض منتجاتهم. 

3) تجربة المستخدم الجيدة يعني عدد ضغطات زر قليلة.

من أشهر أساسيات تجربة المستخدم أن المهمة لابد من إنجازها في عدد ضغطات زر لا تزيد عن 3 ضغطات. هذه الخاصية كانت مشهورة في العقود الماضية عندما كانت المهمات بسيطة، ولكن مع تطور التكنولوجيا وإمكانية تنفيذ مهمات أكثر تعقيداً لا يمكن الاعتماد كلياً على هذه الخاصية والتضحية بخاصيات يمكن إضافتها لتحسين تجربة المستخدم من أجل تقليل عدد ضغطات الزر أو جعل المهمة تنجز في خطوات قليلة مع احتمالية وقوع المستخدم في أخطاء. هناك دراسة اثبتت ان لا فرق في جعل المستخدم ينجز المهمة في 3 او 24 خطوة على رضاه الكلي عن المنتج. 

4) وجود مساحات بيضاء في التصميم تدل ان التصميم سيء. 

من المعلوم أن المساحات البيضاء في المواقع والتطبيق تسهل قراءة البيانات والوصول إلى الشيء المراد بشكل أسرع لكن بعض الناس قد يربطون وجود مساحات بيضاء الى عدم جودة المحتوى من ناحية قلة الكلام أو عدم توفر خصائص كثيرة. دراسة تمت بواسطة جامعة ويتشيتا الأمريكية أثبتت أن وجود المساحات البيضاء له أثر كبير في تحسين فهم البيانات. ايضا وجود المساحات البيضاء في شاشات الأجهزة الصغيرة يقلل من إرباك المستخدم والغفلة عن الجزئيات المهمة في المنتج. 

5) بحث تجربة المستخدم عملية سهلة. 

تشاع فكرة أن بحث تجربة المستخدم عملية سهلة وغير مكلفة لكن الصحيح هو العكس تماماً. تكلفة وصعوبة عملية البحث تنتج من أن المستخدمين لديهم احتياجات وقدرات مختلفة عن بعضهم. ايضا تصميم موقع أو تطبيق لابد من أخذ في عين الاعتبار عوامل منها حجم الشاشة، الدقة، و دعم المتصفح للخصائص المطروحة.

6) اختبار قابلية الاستخدام خياري.

الغرض من اختبار قابلية الاستخدام هو التأكد من سهولة استخدام المنتج من قبل المستخدمين والكشف عن المشاكل التي واجهوها المستخدمين لغرض تحسين التجربة الكلية. على الرغم من أهمية هذا الاختبار، كثير من المصممين يعتقدون أن الأختبار ما هو إلا مضيعة للوقت والمصادر خاصة اذا كان للمصمم خبرة طويلة في عالم تجربة المستخدم معتقداُ أنه قادر على تصدير منتج مفيد دون تجربته الفعلية من قبل المستخدمين. من أشهر الأمثلة على أهمية هذا الاختبار هو الاختبار القائم على موقع للتبرعات اكتشفوا بعد إجراء اختبار قابلية الاستخدام أن موضع زر التبرع غير واضح لأغلب المستخدمين مما قد يؤدي إلى خسارة أرباح إذا لم يتم اكتشاف المشكلة في وقت مبكر. 

في نهاية هذا المقال، علم تجربة المستخدم يعتبر علم حديث حيث تم التركيز عليه مؤخراّ في السنوات السابقة مما يبرر وجود بعض المفاهيم الخاطئة. لكن يمكن تلخيص تجربة المستخدم الجيدة هي عملية توفير المستخدم بأداة تمكنه من إنجاز مهمة بطريقة سهلة مع عدم التركيز الكلي على ما يريده المستخدم لأن المستخدم قد يطلب خصائص غير ممكنة تقنياً أو خصائص غير ضرورية لإنجاز المهمة أو كما قال ستيف جوبز أن ليست وظيفة العميل أن يعرف ما يريد. 

إعداد عضوة النادي : فاطمة العمودي.  

المراجع: 

1)https://www.interaction-design.org/literature/topics/ux-design

2)    https://rezaid.co.uk/debunking-misconceptions-ux/