أداة للواقع الافتراضي تستخدم في مكافحة الأمراض

يمتلك العلم التقنية اللازمة لقياس نشاط كل جين داخل خلية فردية واحدة، ويمكن لتجربة واحدة فقط توليد آلاف الخلايا من البيانات، وقد أحدث الباحثون في جامعة لوند في السويد ثورة في طريقة تحليل هذه البيانات - باستخدام تقنية ألعاب الفيديو ثلاثية الأبعاد -نُشرت الدراسة في مجلة iScience-

فتحت التقنيات المتقدمة في تسلسل الحمض النووي الريبوزي RNA والحمض النووي الريبوزي منقوص الأكسجين DNA إمكانية دراسة الخلايا الفردية في الأنسجة بطريقة أكثر شمولاً مما كان ممكنًا في السابق. يتمثل التحدي الكبير في تقنيات التسلسل هذه في أنها تؤدي إلى كميات كبيرة من البيانات.

ويقول شاميت سونجي Shamit Soneji ، الباحث في علم الأحياء الحسابي في جامعة لوند: "عندما تريد تمييز الخلايا السرطانية عن الخلايا الطبيعية ، على سبيل المثال ، فإنك تحتاج إلى فحص آلاف الخلايا للحصول على الفهم الصحيح ، الأمر الذي يترجم إلى كميات هائلة من البيانات الرقمية"، ولجعل هذه البيانات مفهومة يتم وضع كل خلية رياضيًا في فضاء ثلاثي الأبعاد لتشكيل "خارطة طريق" للخلايا وكيفية ارتباطها ببعضها البعض. ومع ذلك ، قد يكون من الصعب التنقل في هذه الخرائط باستخدام جهاز كمبيوتر سطح مكتب عادي.

كما يوضح ماتياس واليرجارد Mattias Wallergård. باحث في تصميم التفاعل والواقع الافتراضي بجامعة لوند."أن تكون قادرًا على التجول في بياناتك الخاصة ومعالجتها بشكل حدسي وفعال يمنحها فهمًا جديدًا تمامًا. سأذهب في الواقع إلى حد القول إن المرء يفكر بشكل مختلف في الواقع الافتراضي ، وذلك بفضل قدرة التقنية على إشراك جسمك في عملية التحليل ".

وقد طور فريق Lund University برنامج CellexalVR ؛ عبارة عن بيئة واقع افتراضي تمكن الباحثين من استخدام أدوات بديهية لاستكشاف جميع بياناتهم في مكان واحد. يمكن عرض خرائط ثلاثية الأبعاد للخلايا التي تم حسابها من نشاط الجينات والمعلومات الأخرى التي تم التقاطها من الخلايا الفردية ، ويمكن للباحث أن يرى بوضوح الجينات النشطة عند تكوين أنواع معينة من الخلايا.

فباستخدام سماعة رأس VR ، يكون لدى المستخدم عالم كامل من مجموعات الخلايا أمامه ، ويمكنه تحديد كيفية ارتباط الخلايا ببعضها البعض بشكل أكثر دقة. باستخدام جهازي تحكم يدوي ، يمكنهم تحديد الخلايا ذات الأهمية لإجراء مزيد من التحليل بإيماءات يدوية بسيطة كما لو كانت أشياء مادية.

ونظرًا لأن المساحة ليست مشكلة ، فمن الممكن أن يكون لديك العديد من الخرائط الخلوية في نفس "الغرفة" ومقارنتها جنبًا إلى جنب ، وهو أمر صعب على شاشة الكمبيوتر التقليدية. يمكن للباحثين أيضًا الالتقاء في عالم الواقع الافتراضي هذا لتحليل البيانات معًا ، على الرغم من تواجدهم في أماكن مختلفة جغرافيًا.

وختمت شاميت سونجى قولها "حتى إذا لم تكن على دراية ببرمجة الكمبيوتر ، فإن هذا النوع من التحليل مفتوح للجميع. العالم الافتراضي هو مجال سريع التطور للأبحاث وله إمكانات هائلة للعلماء الذين يحتاجون إلى الوصول إلى البيانات الضخمة ومعالجتها بطريقة أكثر تفاعلية و بطريقة تعاونية ".

مصدر المقالة : https://www.sciencedaily.com/releases/2021/11/211123131254.htm