مقالات وتدوينات
(0)

هل ويب 3.0 والميتافيرس مفهومان لمعنى واحد؟

1,023 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2022/03/23
الردود
0

جلب لنا العام المنصرم 2021 الكثير من المفاجآت ومن ضمنها مجموعة من المفاهيم التي يعتقد أنها ستعيد تشكيل مستقبل التكنولوجيا مثل مصطلح ويب 0.3 و الميتافيرس الذين أصبحا متداولين بشكل مهول في الفترة الأخيرة . 

يبدو أن الجميع يتحدث عن الميتافيرس (Metaverse )باعتباره التطور الكبير التالي الذي سيحدث ثورةً في حياتنا على الإنترنت. ولكن يبدو أن كل شخص لديه فكرته الخاصة عما تعنيه كلمة ميتافيرس، والبعض ليس لديه أي فكرة عما يعنيه هذا المصطلح. 

قد تكون تساءلت يوما عن ماهية الويب 0.3 والميتافيرس وعن بداية نشأة كل منهما , ما إذا كانا يعبران عن ذات الشيء أم أنهما يختلفان؟ فهل سيوجدان يوما بالطريقة التي رسمها خيالنا وإذا ما وجدا فعالا فهل سيكشف هذا الحلم عن كابوس ذي مخاطر نحن في غًنا عنها؟ حسنا كما ترى أيها القارئ العزيز فهناك الكثير مما يثير فضولنا ونحن هنا لنستكشف عمق هذا الموضوع حتى نستطيع ضم أنفسنا إلى أحد الفرق فإما أن نكون من مؤيديه أو من المعارضين الرافضين له أو أن نكون عند خط المنتصف بينهما فنقر بأنه قد يشكل نقلة تكنولوجية فريدة من نوعها وقد تفيدنا ولكننا نخشاها ونفكر في كيفية تالفيها، ومن خالل االجابة على هذه التساؤالت نسعى إلعطاء المزيد من الفهم واالستيعاب لهذا الموضوع المهم. 

إذا ولنزيل اللبس في موضوعنا هذا لنأخذ السؤال التالي كأول ما سنجيب عنه ألا وهو ما هو ميتافيرس وما هو الويب 0.3 و هل يشيران إلى ذات الشيء؟ 

بداية ما هو ميتافيرس وما هو الويب 0.3 ؟  كلمة ميتافيرس اإلنجليزية (Metaverse )مكونة من مقطعين: «ميتا» وتعني فوق أو ما وراء، و «فيرس» اختصا ًرا ليونيفيرس أي الكون، إذن فالكلمة تعني العالم الماورائي أو االفتراضي، إذ تلزمنا تكنولوجيا خاصة لدخول هذا العالم. 

ربما لفت مصطلح ميتافيرس انتباه الكثيرين، لكنها ليست كلمة جديدة، ظهر مصطلح الميتافيرس ألول مرة عام 1992 على يد الكاتب نيل ستيفنسون في رواية الخيال العلمي Crash Snow والتي تتحدث عن تفاعل البشر من خالل ما يدعى" باألفاتار" وهو الشبيه االفتراضي حيث تتم كل هذه التفاعالت في فضاء افتراضي ثالثي األبعاد مدعوم بتقنيات الواقع المعزز. في العام الماضي (2021) أعادت شركة فيسبوك إحياء هذا الحلم القديم عن طريق تغيير اسمها إلى ميتا ا ما هو الميتافيرس؟ في الحقيقة ال يوجد تعريف متفق عليه حتى اآلن (Meta). إذً بسبب الاختالف بين شكله الحالي والتصور المستقبلي له لكن من بين التعريفات التي وضعت له:

1 -تعريف شركة فيسبوك حيث عرفته بطريقة مبسطة فقالت أنه " مجموعة فضاءات افتراضية تمكنك من التفاعل مع أشخاص آخرين من أماكن مادية بعيدة."

2 -تعريف موقع Investopedia الذي قد ي كون األوضح بينهم إذ يشير أن الميتافيرس هو "الالتقاء الافتراضي لوسائل التواصل الاجتماعي، الواقع المعزز أو Reality Augmented ،الواقع االفتراضي أو Reality Virtual ،األلعاب، السوق اإللكترونية، العمالت الرقمية والواقع المادي الحقيقي.

أما بالنسبة للويب 0.3 (0.web3)فقد كانت بدايته على يد "غافن وود" أحد مؤسسي إثريوم فقد ابتكر هذا المصطلح في عام 2014 وقد سبق ظهوره ظهور ما يعرف ب 0.1 web و 0.2 web وهو الذي نستخدمه حتى الآن فبداية من كون الويب مجرد محتو ًى ثابت لا يمكن للمستخدمين التفاعل معه إلى صفحات الويب التي تتجه إلى التفاعلية لتيسير التواصل االجتماعي بين مستخدميها و ترتب على هذا زيادة مهولة في مستخدمي الويب مما دفع الشركات إلى تخزين المعلومات الشخصية(التخزين الشامل) في الخوادم المركزية وهذا بعد إدراكهم ألهميتها بالنسبة لهم ومن هنا ظهرت التهديدات الأمنية باخت راق خصوصية المستخدمين من أجل زيادة مكاسب هذه الخدمات فجاء مفهوم الويب 0.3 إلصالح عيوب الجيل السابق له حيث سيوفر المزيد من التحكم والخصوصية للمستخدم ، فبدال من تركيز القوة – وهي البيانات – في أيدي الشركات مع دوافع مشكوك فيها، سوف يكون المتحكم الوحيد في هذه البيانات هم المستخدمون أنفسهم.

من هنا يتضح لنا أن كال المفهومين ال يزاالن في مرحلة التكون ولم يروا النور بعد ولكنهما يشيران إلى أمرين مختلفين فالوي ب 0.3 يمثل رؤية إلنترنت المستقبل أما بالنسبة للميتافيرس فهو يمثل رؤية لكيفية اندماج اإلنترنت في مختلف مهام حياتنا اليومية.

في الوقت الحالي يوجد بعض التطبيقات على عالم الميتافيرس كالتطبيق الذي أطلقته شركة فيسبوك (ميتا حاليا) الاجتماعات الافتراضية (Workrooms Horizon) والذي يحتاج مستخدميه إلى نظارات الواقع االفتراضي (VR Oculus) والتي تعد باهظة الثمن مما يجعل فرصة تجربة الميتافيرس بعيدة المنال عن الكثيرين. نعم لقد بدأت بعض الشركات الكبرى كميتا ومايكروسوفت العمل على تحقيق الرؤية المستقبلية للميتافيرس ولكن ال يزال على هذه الشركات مواجهة العديد من العقبات حتى تصل إلى الصورة المرسومة لهذه التقنية ألن التكنلوجيا الالزمة لتحقيقها ال تزال غير متوفرة. 

هناك عدد من المخاطر التي قد تحول حلم العالم المثالي االفتراضي إلى كابوس شديد الظالم فعند التحول إلى مجموعة من العوالم الافتراضية المغلقة سيتم مراقبة المستخدمين عن قرب لتحليل سلوكياتهم واستهدافهم باإلعالنات مما يعني أن كل بياناتها – العوالم الافتراضية - بيانات رقمية فيتم تسجيل كل حركات وسكنات مستخدميها بهدف تحليل سلوكياتهم الاتجار ببياناتهم فكما هو متوقع الإعلانات ستظل المصدر الأساسي للدخل في عالم مدعوم بالتقنية كهذا العالم فال معنى للخصوصية هنا، كما أن نعيم هذا العالم قد يخطف الشخص من واقعه بوضعه في بيئة لا يحدها زمان ولا مكان بعيدة عن المشاكل مثالية كما يهيأ له يكون له القدرة على اختيار شكله فيها باختيار ما يسمى بالأفاتار (الشبيه االفتراضي) له في هذا العالم، فيصبح عاجزا عن مسايرة إيقاع الحياة الواقعية. بالحديث عن الميتافيرس فكما لم يكتمل هذا الحلم بصورة مثالية من غير مخاوف تحيط به، فذات الأمر ينطبق على الويب 0.3 حيث يعتقد الخبراء أن من بين العيوب التي قد تواجهه أنه سيكون صعب التنظيم حيث أن اللامركزية فيه ستزيد من صعوبة مراقبته وتنظيمه مما قد يؤدي إلى زيادة الجرائم الإلكترونية. تكمن قوة الويب 0.3 في كونه واسعًا ومترابطا وعلى الرغم من ذلك فالشبكة الدلالية المستخدمة فيه تجعل من السهل، على أي شخص الوصول إلى معلوماتك العامة والخاصة التي تشاركها عبر الإنترنت مما قد يعرضك لخطر التعرض الاحتيال أو الابتزاز. 

وفي الختام يجب أن نذكر أن لكل شيء الجانب المشرق منه كما له ذلك الجانب المظلم المخيف، وأن هذه المخاوف تعتمد على المعلومات المتوفرة حاليا عن كل منهما فال أحد يعلم ما إذا كانت ستتواجد بالفعل عند استخدامهم، فبالنسبة للويب 0.3 فهو لا يزال قيد التشغيل ، و قد يكون الإصدار الفعلي مختلفا كليا عن المتوقع.

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد