ما بعد الاختراق سوى ضحية تُترك : ضحايا الجريمة السيبرانية
| التصنيف | مقالات وتدوينات |
| وقت النشر |
2025/10/29
|
| الردود |
0
|
في عصر أصبحت فيه التقنية جزء من تفاصيل حياتنا اليومية لم تعد الجرائم السيبرانية مجرد محاولات اختراق لأنظمة أو تسريب بيانات بل أصبحت تمتد لتصيب الإنسان فكريًا كانت أم مشاعريًا.
و غالبًا ما يُسلط الضوء في أي جريمة سواء تقليدية أو سيبرانية على الجاني أو على الجانب التقني للهجوم، بينما يُهمل العنصر الأهم في المعادلة وهي الضحية
فمن هي الضحية السيبرانية؟
الضحية في الجريمة السيبرانية لا تعني فقط من تضررت بياناته أو اخترقت حساباته بل تشمل:
• من تعرض لابتزاز أو تشهير إلكتروني.
• من تم التلاعب بصوره أو بهويته.
• من فقد ماله أو سمعته بسبب احتيال إلكتروني.
• وحتى من تأذى نفسيًا بسبب التنمر أو خطابات الكراهية عبر الإنترنت.
للضحية أشكال متعددة
بحسب دراسات علم الضحية السيبراني يمكن تصنيف الضحايا إلى:
• ضحايا أفراد: مثل حالات الابتزاز والتنمر والتحرش الرقمي.
• ضحايا مؤسسات: مثل الهجمات على البيانات أو أنظمة الدفع.
• ضحايا بلا هوية محددة: مثل حملات التضليل أو تسريب المعلومات الجماعي.
هل فهم الضحية يُغير المعادلة؟
التحقيقات في الجرائم سواء التقليدية أو السيبرانية لا تكتمل بفهم الجاني فقط بل أيضًا بدراسة سلوك الضحية قبل الهجوم وأثناءه وبعده
سلوك الضحية السيبرانية
لا يقتصر تأثير الجريمة السيبرانية على الخسائر التقنية أو المالية بل يمتد إلى تغير سلوك الضحية ذاته فقد يتحول الخوف إلى انعزال رقمي أو إلى حذر مفرط في التفاعل مع التقنية وقد تتطور بعض الحالات إلى فقدان الثقة بالمنصات أو حتى بالمجتمع الإلكتروني ككل
من منظور علم الجريمة السيبرانية يسهم تحليل سلوك الضحية قبل الهجوم وأثناءه وبعده في فهم ديناميكيات الجريمة بشكل أدق إذ يظهر أن الضحية ليست دوما سلبية بل قد تتفاعل أو تتعاون أو تخفي أثر الجريمة بدافع الخوف أو الخجل أو عدم الوعي
ومن خلال تحليل هذه الأنماط يمكن:
• تطوير حملات توعية .
• وضع خطط استباقية مبنية على أنظمة الذكاء اصطناعي تتنبأ بالاستهداف قبل وقوعه .
نحو عدالة رقمية أكثر إنصافًا
يدعو علماء الجريمة السيبرانية إلى ضرورة معاملة الضحايا الرقميين باعتبارهم جزء من منظومة العدالة السيبرانية لا النظر لهم بأنهم مجرد متضررين.
ختامًا :
إن كل جريمة سيبرانية قد تبدأ بخطأ تقني لكنها تنتهي بأثر إنساني عميق.
فالخسارة ليست دائمًا في البيانات بل في الثقة والأمان النفسي.
ولذلك فإن الوعي الرقمي والمسؤولية الأخلاقية والتكامل بين الإنسان والتقنية هي خطوط الدفاع الأولى لحماية فضائنا السيبراني من الانهيار الإنساني قبل الاختراق التقني.
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...