مقالات وتدوينات
(0)

أمن الأطفال في استخدام الأجهزة التقنية الحديثة

1,008 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/07/06
الردود
0

في خضم التسارع الرقمي، والتطور التكنولوجي في العصر الحاضر، برزت العديد من المتغيرات على الأجهزة التقنية، وأصبحت جاذبةً لاهتمام الناس وتركيزهم، وبات من الصعب وقد لا أكون مبالغًا إن قلت من المستحيل الاستغناء عنها، كونها أسهمت في خدمتهم، وتيسير أعمالهم، وقضاء حوائجهم. وإذا علمنا أن معظم الأوقات تقضى أمامها عظُمت أمامنا مسئولية المتابعة والرقابة عملاً بقول رسول الله --: «أَلا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» وبخاصةٍ حينما يتمكن ذوو النوايا السيئة، والمقاصد الخبيثة من محادثة ضحاياهم، وحيازة صورهم، ومن ثم ابتزازهم إلى غير ذلك. وما يعنينا هنا هم أطفالنا وفلذات أكبادنا ! كونهم يخوضون هذه التجربة الجديدة بالنسبة إليهم، ويجهلون ماهية استخدامها بطرق سليمة قد تؤدي لا قدر الله إلى وقوع العديد المصائب والإشكالات، وما تخلفه من آثار صحية، ونفسية، وجسدية وغيرها! تكون معول هدم للقيم، والأخلاق، والسلوكيات الإيجابية التي ربى عليها الوالدان والمعنيون بالتربية هؤلاء الأطفال. فما هي الطريقة التي ينبغي أن نربي عليها أطفالنا في كيفية الاستخدام الآمن للأجهزة التقنية الحديثة؟ البداية الآمنة يمكننا القول أن البداية الآمنة لاستخدام الأجهزة التقنية الحديثة ترتكز على عدة محاور وتنطلق منها، وسنتطرق في هذا المقال إلى بعضها، تم تدوين غالبها من واقع التجربة والمعايشة، وهي على النحو الآتي: أ. التربية الإيمانية: وتعتبر هي الخطوة الأولى والأهم في الممارسة الآمنة للأطفال في استخدام هذه الأجهزة وذلك حينما يجلسون أمامها بعيدًا عن أعيننا، فالعناية بالجانب الإيماني لدى الأطفال، وتعزيز القيم الإسلامية، والأخلاق النبوية، وغرس مبادئ العفة في أنفسهم سيكون بمثابة جدار الحماية حين تعرضهم لأي نوعٍ من أنواع الأذى، وقد عني القرآن بهذا الجانب وتطرق إليه في مواضع عدة دلالةً على عظمه، وأهميته، وفائدته، فقال تعالى:(مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ) ق33، وقال:(إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) المائدة 44، وقال حكاية عن يوسف -عليه السلام- حين راودته امرأة العزيز عن نفسه: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)يوسف 23، فقوة الجانب الإيماني الذي تربى عليه يوسف -عليه السلام- في صغره كان سببًا في دفع هذا الأذى "الزنا" عنه -عليه السلام- مع قوة البواعث الداعية إلى الوقوع فيه، ولولاه لكان من الهالكين، وكذلك الطفل حين يستشعر مراقبة الله في جميع تصرفاته وأفعاله. ب. فقه الشراء والبيع: قد يثير إيراد هذا الجانب عددًا من التساؤلات؟ ومدى علاقته بالاستخدام الآمن للأجهزة من قبل الأطفال؟ والحقيقة أن مراعاة اختيار المتاجر الآمنة، والأجهزة ذات العلامات التجارية المتميزة والتي تعمد حين بيعها لأجهزتها إلى تدعيمها ببرامج الحماية ومكافحة التجسس تضمن بعد حفظ الله سلامة تلك الأجهزة، وزيادة أمانها، وحماية خصوصيات مستخدميها، وعدم سرقتها، أو تدميرها بسبب الاختراقات، أو البرمجيات الخبيثة، أو الفيروسات، مع مراعاة تحديثها بشكل مستمر. وكذا الحال حين الاستغناء عنها، وعدم الرغبة فيها، فينبغي أن يتولى عملية بيعها أصحاب الخبرة من القائمين على شؤون الأطفال أو غيرهم للتأكد من خلوها من أي معلومات، أو ملفات قد تكون فيما بعد سببًا في ابتزازهم، أو الإضرار بهم. ج. تثبيت المحتوى الآمن: ويعتمد ذلك على إشباع حاجة الأطفال ورغبتهم من هذه الأجهزة، ويراعى فيها أن تكون ذات أهداف نافعة تعمل على تنمية ذكائهم، وصقل قدراتهم، وتطوير مواهبهم، والأهم من ذلك كله! أن تكون موافقةً لأعمارهم، ويمكن معرفة ذلك بالرجوع إلى اتفاقيات الخصوصية، وأدلة الاستخدام والتي دائماً ما تسبق عمليات التنصيب "التثبيت"، أو في المواقع الإلكترونية. د. الرقابة والمتابعة: لا يكفي في تطبيق الاستخدام الآمن الاكتفاء بجميع النقاط التي قمنا بذكرها آنفًا، وإنما لا بد من تفعيل جانب الرقابة والمتابعة، فالمحتوى البرامجي الآمن قد يساء استخدامه من قبل الأطفال، أو من يشاركه المحتوى عبر شبكة الإنترنت، ويقوم على أمرين: - الرقابة والمتابعة من حيث الاستخدام: وتتأكد في هذا الجانب كونه تنجم عنه أعراض الأطفال المصابين سواءاً الصحية، أو النفسية، أو الجسدية، وذلك باتباع ما يلي: - عدم استخدامهم لتلك الأجهزة في أماكن مغلقة وغير مفتوحة بعيدًا عن أعين الأهل. - تحديد ساعات جلوسهم أمامها مع بيان الطرق الآمنة للجلوس، ومدى ملائمة أحجامها لأعمارهم. - ضرورة تأمين المنافد التي من يمكن من خلالها اختراق أجهزتهم كالمواقع المشبوهة، وشبكات الإنترنت المفتوحة "الوايرلس" ونحوها، والقيام بتغيير المفاتيح السرية للحسابات بشكل دوري. - السرية التامة والخصوصية، وعدم إفصاحهم، أو إظهارهم، أو إبرازهم، أو مشاركتهم لأي معلومات متعلقة بهم أو بأهلهم. - تحذيرهم من قبول طلبات المقابلات الشخصية عبر شبكات الإنترنت بجميع أشكالها بالإضافة إلى عدم استقبالهم أو فتحهم لأي محتوى صوري، أو فيديوي، أو روابط مشبوهة، أو نحوها من أشخاص مجهولين. - توعيتهم بضرورة استخدامهم لمكافحات الفيروسات والتجسس ومثيلاتها من البرامج في فحص الملفات المتلقاة. - عدم تلقيهم لأية معلومات والتسليم لها وضرورة عرضها على أولياء أمورهم أو القائمين على شؤونهم للتأكد من صحتها وسلامتها وما تهدف إليه. - إرشادهم إلى كيفية إبلاغ الجهات المعنية عبر التطبيقات الأمنية الإلكترونية أو غيرها عن أية تصرفات مريبة، أو مشكوك فيها، أو أية مقاطع، أو صورٍ خادشة للحياء ومنافية للآداب والذوق العام، أو أية برامج أو ألعاب تدعو للعنف، أو الكراهية، أو الأذى الجسدي. - الرقابة والمتابعة من حيث الأعراض والمؤشرات: وهذه المرحلة تتطلب التدخل السريع! حيث أن هذه الأعراض والمؤشرات تظهر نتيجةً للإخلال بإحدى العوامل المتعلقة بجانب الرقابة والمتابعة من حيث الاستخدام، وينبغي على أولياء أمر الأطفال أو القائمين على شؤونهم احتوائها ومعالجتها قبل استفحالها، ومن ذلك: - العزلة والوحدة والبعد عن المناسبات الاجتماعية، وعدم ممارسة الرياضة، والمكوث أغلب الوقت أمام الأجهزة. - الكراهية والعنف والشدة تجاه الآخرين، ومحاولة إيذائهم، وعدم تقبل آرائهم أو الثقة بهم. - فقدان الشهية، وضعف النظر، وعدم توازن ساعات النوم، والبكاء دونما أي سبب، وعدم الرغبة في الحديث والكلام. - تبني أفكارًا وأفعالاً شاذة أخلاقيةً كانت أو فكرية، والتمسك بها، ومحاولة تطبيقها. - ضعف التحصيل الدراسي، وتدني مستواهم، وانخفاض درجاتهم دون مبرر واضح. - ظهور أمراض صحية غير طبيعية كالتبول اللا إرادي، أو الصداع، أو الخوف والهلع الدائم. بالإضافة إلى غيرها من الأعراض، مع مراعاة التدرج في علاجهم، وعدم استعجال النتائج. هـ. التشجيع والتحفيزي المستمر: وهو من الأمور المهمة بمكان وبخاصةٍ حينما يقومون بتحقيق العديد من الإنجازات، والنتائج الإيجابية عبر تلك الأجهزة، مما يعزز من ثقتهم بأنفسهم، ويزيدهم شغفًا بها، وحبًا لها. إن أصبنا فمن الله وحده وإن أخطأنا فمن أنفسنا والشيطان والحمد لله رب العالمين حذيفة الطيب محمد

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد