الواقع المعزز وتأثيره في مجال التصميم الداخلي
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/07/07
|
الردود |
0
|
هل سبق وسقطت في حفرة، او وجدت نفسك داخل مستشفى او مركز شرطة بحثاً عن "بيكاتشو"؟، قد يتذكر الكثير لعبة بوكيمون جو التي انطلقت عام 2016، ولقت رواجاً واسعاً وانتشرت في أقل من أسبوع حول العالم والتي تعتمد على البحث عن شخصية "بيكاتشو" باستعمال الهاتف النقال بحيث تتفاعل اللعبة مع الواقع الموجود للاعب باستخدام الكاميرا في ايجاده بين الأثاث وخلف السيارات بشكل مباشر وحي. هذه اللعبة ما كانت إلا تطبيقاً لأحد أهم التقنيات الحديثة وهي تقنية الواقع المعزز (ِAugmented Reality) واختصارها AR، وهي تقنية تعتمد على إضافة العناصر الرقمية (كالصور، الفيديو او مجسمات ثلاثية الابعاد) على واقع المستخدم حيث يعيش بين واقعه الحقيقي الملموس وبين العناصر الرقمية الافتراضية عليه كما في لعبة بوكيمون جو، ويتم ذلك باستخدام الهاتف النقال أو النظارات وغيرها من الأدوات، وكثيراً ما يخلط المستخدمون بينه وبين تقنية الواقع الافتراضي (Virtual Reality) واختصارها VR والتي على العكس، فهي تصنع واقع افتراضياً جديداً منفصل عن الواقع الحقيقي الملموس وتُدخل المستخدم ليعيش فيه، وذلك كما في ألعاب السباقات الافتراضية مثلاً والتي على اللاعب فيها ارتداء النظارات الخاصة بالواقع الافتراضي ليدخل في واقع جديد افتراضي منٍ صور وحركات وأصوات وغيرها في حين انه موجود فعلياً في غرفة عادية. وكلا هاتين التقنيتين لهما العديد من التطبيقات في التعليم والطب والأمور العسكرية والتسلية وغيرها، ومنها التصميم الداخلي والتي سنركز فيها على تقنية الواقع المعزز معها، فكيف يمكن لهذه التقنية أن تؤثر على مجال التصميم الداخلي وسوقه؟ التصميم الداخلي (Interior Design) هو عملية التعامل مع الفراغ الداخلي وتشكيله وتطويره كاملاً من الناحية الجمالية والوظيفية لإعطاء متعة وراحة في استخدام المكان، فالمصمم الداخلي يهتم بالعناصر الموجودة داخل الفراغ (المكان) كاملاً بداية من السقف واضاءته إلى الحوائط والشبابيك وتتضمن الأثاث إلى أرضية المكان وليس كما يعتقد البعض التصميم الداخلي يتعامل مع تغيير الأثاث أو ألوان الحائط فقط، وعلم التصميم الداخلي يدخل في كافة الأماكن فهو موجود في المباني السكنية والتجارية والسياحية والترفيهية وغيرها. والجدير بالذكر أن سوق التصميم الداخلي في دول مجلس التعاون الخليجي 7.35 مليار دولار خلال 2014، واستحوذت السعودية على 43% من قيمة السوق محققة 3.4 مليار دولار (12.75 مليار ريال). ومن خلال معرفتنا بتقنية الواقع المعزز لنتخيل أن صاحب أعمال يريد افتتاح مقهى مميز ولنفترض أنه تعامل مع مصمم داخلي قام بتصميم المقهى من خلال تقنية الواقع المعزز، الآن بإمكانه أن يتجول بنفسه بشكل أقرب للحقيقي في موقع المقهى الفعلي بنفس مساحته ولكن بكامل تصميمه الداخلي الذي صممه المصمم حيث سيعيش كافة التفاصيل (الطاولات والمسافة بينها وإمكانية العبور، الألوان، الإضاءة، السقف وغيرها) وكأن المقهى انتهت أعمال التصميم به وأصبح جاهزاً للافتتاح، الآن كيف ستكون تجربته؟ وكيف سيكون انطباعه عن التصميم؟ ومن خلال هذه التجربة نجد جواب السؤال "ما الفرق بين برامج التصميم الداخلي الثلاثية الأبعاد وبين تقنية الواقع المعزز في التصميم الداخلي؟" حيث أن الأولى مهما كانت دقتها تظل فقط مُشاهدة من خلال الشاشة دون الشعور الفعلي والتحرك في المكان (يتخيل بشكل واقعي كيف ستبدو المشاريع عند اكتمالها) وهذا الذي تتمتع به تقنية الواقع المعزز فهي لديها القدرة على إنشاء تجارب غامرة ومتجددة بمزايا واضحة أكثر من عرض النماذج ثلاثية الأبعاد لا تتعدى حدود شاشة حاسب المصمم في المكتب، والصورة التالية توضح الفرق بين التقنيتين بشكل متتالي. هذا الدور الذي لعبته هذه التقنية في تصميم المقهى وغيره ستعطي تقدماً كبيراً في مجال التصميم الداخلي فهي تساعد في: • جودة التصميم حيث يمكن قياس الأحجام والزوايا للمشاريع بدقة، والقدرة على التحقق مما إذا كانت أجزاء معينة مناسبة مثل الرخام الذي تم طلبه بالطول المناسب أم لا. • يقدم استفادة كبيرة للعملاء وهي أهم ميزة حيث أنهم قادرون على رؤية المشروع بتمثيل أكثر دقة وإجراء التغييرات قبل بنائه وكأن رؤيتهم لمشروعهم قد تحققت. • انخفاض تكاليف ووقت إعادة العمل، لأن المصممين قادرون على اكتشاف المشكلات المحتملة قبل بدء البناء أو كما ذكر سابقاً تغيرات من قبل العميل. • مراقبة التقدم في موقع البناء، حيث أنه من السهل مقارنة نموذج التصميم للمشروع بما تم بناؤه بالفعل، وعدم وجود تأخير إذا كانت هناك حاجة إلى الإبلاغ عن المشاكل، يقول دومينيك ثاساراتار استراتيجي البناء في شركة البرمجيات Autodesk: "إن الوصول إلى المعلومات ذات الصلة وفي الوقت الحقيقي في سياق بيئة العالم الحقيقي يساعد على تسريع المشروع أو ضمان تسليمه في الوقت المحدد". • فحص الجودة في الموقع عند انتهاء المشروع. • بالإمكان القول انها تساعد على فلترة المصممين وإبداعاتهم وقدرتهم في تحقيق تطلعات ورؤية العملاء. • تحمي المستهلك بشكل كبير من الخدع والتغييرات وصرف الأموال. • الشفافية التي ستقدمها للعميل والتطوير الكبير للمجال. ومن كل ذلك نجد أن الواقع المعزز له استخدامًا جيدًا ليس فقط من قبل المصممين الداخليين فقط ولكن أيضًا من قبل الأشخاص العاديين وكذلك المسوقين ومشتري العقار. الفوائد المحتملة للتصميم الداخلي بالواقع المعزز واستخداماته في تطوير العقارات قد لا تزال مضطربة إلى حد ما، ولكن الفائدة والاستثمارات التي تتلقاها لا يمكن إنكارها. شركة Turner Construction هي شركة دولية رائدة تتبنى التقنية الجديدة في أعمال البناء بما في ذلك الواقع المعزز، وتدعي Turner أن عوائد الاستثمار وصلت لعشرة أضعاف بعد استخدام تقنية الواقع المعزز في التصميم، وأخبرت الشركة موقع The Real Deal الإخباري أن هذا يرجع إلى أن العميل كان لديه رؤية واضحة للمشروع المكتمل في وقت مبكر من عملية التصميم، وبالتالي لم يكن العميل بحاجة إلى طلب تغييرات خلال مراحل الإنشاء اللاحقة. تقنية الواقع المعزز وما يقدم من خدمات في كافة المجالات لازال في طور النمو، وفي مجال التصميم الداخلي كذلك ولكنها ستكون ثورة ومرحلة انتقالية كبيرة. التعاون بين المجالات لأجل تطوير المستقبل تُعد من اذكى الأمور فحين تجتمع التقنية الفريدة مع إحساس المصمم سنخرج بأفضل المشاريع وأقل التكاليف. المراجع: • The Rise of Augmented Reality in Interior Design and Property Development • How augmented reality can build efficiencies into the construction industry إعداد: أفنان مستور سليمان الأحمدي المملكة العربية السعودية المدينة المنورة رقم الجوال: 966550071720+
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...