مقالات وتدوينات
(0)

التنمر الإلكتروني عبر تعليقات مواقع مشاركة الفيديو (دوافعه، أشكاله، وأفكار لمجابهته)

916 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/07/08
الردود
0

م. يوسف السعدي - المقال مقدم لمسابقة ليالي العطاء الرمضانية يعد المحتوى المرئي أحد أهم أنواع المحتوى الذي يمكن من خلاله تقديم أنواع لا حصر لها من الجوانب التعليمية والترفيهية والإخبارية وغيرها، ومع الثورة التقنية التي نشهدها والتي وفرت لنا وسائل جديدة وسريعة لمشاركة المحتوى المرئي أصبحت مقاطع الفيديو لا تقتصر على الجوانب التقليدية الشائعة والمتوفرة على قنوات التلفاز وأشرطة الفيديو كالأخبار والأفلام وغيرها، بل أصبحت أنماط أخرى جديدة حاضرة بقوة على وسائل ومواقع مشاركة الفيديو ومنها المقاطع الخاصة بتغطية وتوثيق اليوميات الشخصية بمختلف الفئات العمرية وتعد فئة الأطفال أحد أهم هذه الفئات حيث تلقى مقاطعها رواجاً وتفاعلاً كبيراً على مواقع مشاركة الفيديو وفي هذا المقال سنتطرق على بعض من أشكال التفاعل السلبي الخاص بمقاطع يوميات الأطفال والذي يصل ليعد أحد أشكال التنمر الإلكتروني الذي يعرف بأنه تعمد إيذاء الآخرين بطريقة متكررة وعدائية عن طريق استخدام الإنترنت وسنأخذ موقع اليوتيوب كنموذج كونه يعتبر أشهر وأكثر مواقع مشاركة الفيديو شيوعاً لسهولة الوصول إليه وللمحتوى الضخم الذي يحويه خصوصاً ذلك المحتوى المتعلق بالأطفال. يوفر موقع اليوتيوب وسائل تفاعل متعددة للمشاهدين كخاصية الإعجاب والتعليقات الخاصة بمقاطع الفيديو حيث تعتبر خاصية التعليقات واحدة من أهم المزايا التي يهتم بها كثير من صانعي المحتوى باختلاف أنواعهم فعلى سبيل المثال يحرص صانعي المحتوى الترفيهي على قياس رضا المشاهدين وتحديد نقاط القوة والضعف وتستخدم في محتوى آخر كالمحتوى الإثرائي والمعرفي لقياس الأثر والوصول للمحتوى وتلقي الاقتراحات الخاصة بالمشاهدين كما تمثل تعليقات اليوتيوب مؤشر هام يمكن من خلاله قياس ردة الفعل على أحداث مختلفة وعند الحديث على المقاطع الخاصة بيوميات الأطفال نجد أن التعليقات تمثل إما وسيلة تشجيع للأطفال من المهتمين والمعجبين بالمحتوى وعلى النقيض قد تمثل هذه التعليقات أشكالاً مختلفة من النقد تتراوح بدءاً من النقد الهادف والإيجابي الذي يهدف إلى إصلاح سلوكيات معينة خاطئة قد يراها المشاهد في المحتوى وقد يصل النقد إلى أشكال حادة جداً من النقد تصل لمستوى التنمر الإلكتروني. وبالنظر إلى الدوافع المختلفة للتعليقات التي تأخذ طابع التنمر الإلكتروني نجدها تختلف حسب اختلاف الفئة العمرية المتنمرة وتأتي فئة الأطفال والمراهقين في مقدمة هذه الفئات العمرية كونها الأكثر مشاهدة واهتمام بالفيديوهات الخاصة بيوميات الأطفال ويمكن تصنيف هذه الدوافع إلى قسمين: الدوافع المتعلقة بالمتنمِّر: السلوك العدواني يتصف بعض الأشخاص بالسلوك العدواني كأحد أنماط شخصيتهم، وعند فئة الأطفال تحديداً تعد العدوانية باختلاف درجاتها جزءاً من تكوين شخصيتهم فعلى سبيل المثال غالباً ما يجرب الأطفال انتزاع ما يريدون بالقوة أو يقومون بإظهار غضبهم كوسيلة للابتزاز العاطفي وتتعدد دوافع السلوك العدواني إلى: دوافع بيئية، حيث تؤثر البيئة التي يعيش فيها على سلوكه دوافع بيولوجية كجنس المتنمر وغيره دوافع جسدية ناتجة عن عوامل صحية ونفسية مختلفة الضعف الداخلي وتعويض النقص حيث يحاول المتنمر تغطية الضعف في شخصيته وعدم مقدرته على تغيير ذلك بإثبات مقدرته على إحداث تغيير في حياة الأشخاص الآخرين حتى ولو كان بطريقة سلبية، حيث يعد التنمر الإلكتروني وسيلة لـ"فرد عضلاته" عبر الشبكة. التنمر كتعبير للاختلاف في الرأي يعد الاختلاف في الرأي أحد الأمور الطبيعية التي يمكن التعامل معها عبر الحوار وتقبل وجهة النظر الأخرى وعندما تغيب ثقافة الحوار عند المتنمر فيعد التنمر ومهاجمة صاحب الرأي المختلف حينها أحد الوسائل التي يسعى من خلالها بإظهار رفضه للرأي الآخر ويعتقد بأنها كفيلة لإيصال وجهة نظره للآخر بشكل قوي. الرغبة في التجربة يطغى على كثير من فئة الأطفال والمراهقين الرغبة في تجربة أمور جديدة بغض النظر عن اعتقادهم بصحة أو خطأ ما يفعلونه، ويعد أسلوب التنمر وما يصاحبه من ردة فعل مؤيدة ومعارضة أحد الأمور التي يقومون بتجربتها خصوصاً مع سهولة كتابة التعليق وإرساله بشكل مباشر. التخفي بالأسماء المستعارة والجهل بالقانون وخطورة التنمر يعتقد البعض أن تخفيه خلف أسماء مستعارة وسيلة يستطيع من خلالها توجيه عبارات التنمر دون الكشف عن هويته ودون أي حرج شخصي يلقاه، كما يعد الجهل بخطورة التنمر والأثر النفسي على المتلقي له أحد أهم الدوافع، أضف إلى ذلك جهل البعض بأن التنمر تعد أحد الجرائم المعلوماتية التي يحاسب عليها وأنه يمكن للجهات المختصة تحديد هويته حتى عند تخفيه خلف أسماء مستعارة الغيرة الناتجة عن التباين في الوضع المادي وعن الشهرة يشاهد الكثير من الأطفال والمراهقين أقرانهم أو من يصغرونهم بالعمر وهم يظهرون في مقاطعهم بوضع مالي أو معنوي جيد يظهر من خلال مقتنياتهم أو الاهتمام العائلي أو الإعجابات والشهرة والمدح والثناء من المتابعين والذي قد يقابله حالة مختلفة تماماً لدى الطرف الآخر مما يخلق حالة من الغيرة والحسد ويتبع ذلك ما يتبعه من النهج العدائي الذي يصل في النهاية لكيل ما يستطيع كيله من عبارات التنمر الدوافع المرتبطة بالمتنمَّر عليه: ضعف الثقة وإظهار الخوف والتأثر بالتنمر يعد الضعف الداخلي والتأثر والخوف الذي يبديه كثير من صانعي المحتوى نتيجة التنمر والهجوم الذي يلقونه أحد أهم الدوافع لدى المتنمر حيث يجد أن ما كتبه مؤثر وأنه استطاع بقوة كلماته إحداث الفرق في الحالة النفسية لدى صانع المحتوى وهو ما قد يدفع المتنمر للاستمرار في نهجه الجهل بحقه في ملاحقة المتنمر يجهل الكثير بحقهم القانوني تجاه المتنمر سواء كان عن طريق الخيارات المتاحة لدى نفس موقع مشاركة الفيديو أو لدى الجهات المختصة حيث يفضل البعض الانكفاء أو غض الطرف عن ما يكتب بينما يكتفي البعض بإظهار الاستياء وهو ما قد ينعكس في بعض الأحيان بشكل سلبي كمؤشر ضعف كما هو موضح في النقطة الأولى اختيار محتوى مثير للجدل يقوم بعض صانعي المحتوى باختيار محتوى مثير للجدل يحرص من خلاله على جذب أكبر قدر من الانتباه ومن ردة الفعل المضادة التي تنعكس سلباً أو إيجاباً على مقطعه ويمكن له من خلالها بتحقيق أكبر قدر وشهرة ممكنة، يدفع البعض بالهجوم الشخصي على صانع المحتوى والتنمر عليه حتى في أمور ليست ذات علاقة بمحتوى الفيديو أشكال التنمر الإلكتروني من خلال التعليقات يأخذ التنمر من خلال التعليقات اشكال متعددة منها ما الهجوم الشخصي حيث يقوم البعض بإرسال العبارات المهينة التي يهاجم فيها صاحب الفيديو بغض النظر عن المحتوى كرميه بالفشل أو الغباء وما إلى ذلك مما قد يسبب الأذى النفسي خصوصاً لدى فئة الأطفال والمراهقين بث الشائعات من خلال نشر شائعات مختلقة وأكاذيب تخص صاحب المحتوى من أجل التأثير عليه وتشويه صورته لدى مشاهدي المقطع حيث يؤدي تكرار هذه الشائعات للأذى النفسي له وخلق صورة سلبية له أمام متابعيه مما يؤثرعلى مصداقية ما يقدمه السخرية الشخصية بالهيئة أو الفعل حيث يعمد البعض إلى السخرية من أي اختلاف خلقي أو شكلي أو طريقة وأسلوب صاحب الفيديو أو وزنه بشكل يسعى من خلاله إلى الظهور بالمظهر الفكاهي والقدرة على إضحاك البقية متناسياً ما قد يسببه ذلك من ألم نفسي بالغ قد يصل لدى بعض الحالات إلى الإنتحار أو التفكير فيه التهديد وبث الرعب حيث يقوم البعض بإرسال رسائل تهديدية أو ذات طابع ابتزازي، بغض النظر عن رغبته في تنفيذها، ولكنها قد تدخل صاحب المحتوى خصوصاً من فئة الأطفال في حالة خوف ورعب أو قد يتوقف عن النشر بسببها ماذا يمكننا فعله للوقوف ضد هذا النوع من التنمر؟ عدم تأييد المتنمر تعد عملية تأييد المتنمر أو وضع علامة الإعجاب لما يكتب أحد أهم الأسباب التي تحفزه للاستمرار في عملية التنمر، حيث يلمس من خلال هذا التأييد صحة وجدوى ما يقوم به وأنه ما يكتبه ذو أهمية وتأثير، ولهذا يعد تأييد المتنمر مشاركة مباشرة في عملية التنمر، وعلى من يشاهد التعليقات التنمرية إما بالإبلاغ عنها أو الرد بإيضاح خطأ وخطورة ما تحويه تعزيز الثقة بالذات حيث يمكن للآباء والأصدقاء العمل على تعزيز الثقة بالذات لدى أبنائهم وأصدقائهم وتعليمهم التمييز بين النقد الهادف والرأي المخالف وبين التنمر الذي يجب أن لا يؤثر على حالتهم النفسية أو العملية، وبيان أن أي عمل قد لا يخلو من بعض التعليقات السيئة الناتجة عن دوافع مختلفة وبالتالي يجب عدم الانشغال بها وضرورة التعامل الصحيح معها مراقبة وفلترة التعليقات المسيئة من خلال صانع المحتوى حيث يتيح موقع اليوتيوب على سبيل المثال خيار حذف التعليقات لدى صانع المحتوى ومن خلال عملية فلترة التعليقات المسيئة وحذفها خصوصاً من بعض من يقوم بإنتاج مقاطع الأطفال من ذويهم، حيث تفيد عملية الفلترة هذه من الإبقاء على التعليقات الجيدة وتوقف التفاعل والتأييد السلبي للتعليقات السيئة، وتقلل من دافع المتنمر لكتابة تعليقه في حال معرفته بإمكانية حذفه أو حظره وبالتالي عدم ظهور هذا التعليق خيار التبليغ في الموقع وتطبيق قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية يتيح موقع اليوتيوب خيار التبليغ على التعليقات المسيئة، ويمكن لكل من يشاهد أي تعليقات تنمرية القيام بالتبيلغ حيث يقوم الموقع نتيجة لتكرار هذه التبليغات في اتخاذ الإجراء المناسب ضد المتنمر ولحماية صاحب المحتوى، كما يمكن لصاحب المحتوى في حال صدر التنمر من دولة تطبق قانون مكافحة الجرائم المعلوماتية برفع الشكوى القانونية تجاه المتنمر خصوصاً في الحالات التي يأخذ فيها التنمر أشكال التهديد وما يوازيه

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد