النعمة الصناعية
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/07/11
|
الردود |
0
|
الذكاء الاصطناعي هو الفكرة الاساسية في اغلب أفلام وكتب الخيال العلمي، ففكرة أن آلة تمتلك نفس القدرة العقلية للإنسان قد جذبت الكتاب والجماهير لمدة عقود، لكن هذه الفكرة في كتب الخيال أخذت منحنيات أخرى عن الواقع، فدائمًا ما نجد الذكاء الاصطناعي هو الرجل الآلي الشرير أو الذي يبحث عن مشاعر وغيرها من المنحنيات الدرامية التي لا أساس لها في عالم الواقع، ورغم ذلك فقد خرجت عدد من الشخصيات الشهيرة منها (إلون ماسك) و (سام هارس) و حتى عالم الفيزياء (ستيفين هوكينقز) قد عبروا عن مخاوفهم من تقدم هذه التقنية وتفوقها الجبار في عديد من المجالات، وفي المقابل يظهر لنا (بيل قيتس) و (جاك ما) وغيرهم الكثير ممن يرون بأن هذه التقنية ستنفع الإنسان أكثر مما نعتقد وستجد حلول لمشاكل يصعب حلها مما جعل هذه التقنية بين حدي السيف فالبعض معارض والبعض مؤيد، لكن حتى المعارضين ما زالوا يرون المنافع التي تدر من هذه التقنية. الذكاء الاصطناعي من صنع البشر لكن رغم ذلك أثبت أنه تفوق على البشر في عدد من المجالات ومنها لعبتي الشطرنج و قو، ففي هذه اللعبتين الاستراتيجيّتين لم يتمكن أفضل اللاعبين من التفوق على الذكاء الاصطناعي بل إن التوقعات تقول بأنه لن يتمكن الإنسان من الفوز عليه أبدًا، فهل يعني ذلك أن الإنسان اصبح أقل ذكاء؟ كلا، لا يعني ذلك على الإطلاق، لكن الذكاء الاصطناعي يقوم بتحليل كل خطوة ودراسة كل لعبة وحركة ومعالجتها في ثانية بل في أجزاء من الثانية. وليس التفوق في لعبتين يعني نهاية العالم لكن هذا مجرد لمحة بسيطة عن مقدار التفوق في بعض المجالات؛ حيث أن بعض المصانع قائمة على الذكاء الاصطناعي، بل أن الذكاء الاصطناعي خرج عن المألوف لينتج الموسيقى ويكتب مقالات كاملة وأبيات شعر عاطفية، وظهرت عدة مواقع على الإنترنت تجعلك تستأجر رفيقًا من الذكاء الاصطناعي يقوم بمحادثتك والتطور معك وحفظ محادثاتك ومعرفة مشاعرك ومحاولة مواساتك إن كنت وحيدًا، وهذا التقدم يعيد تعبير المخاوف من جديد لكن هل هو أمر خطير فعلًا؟! هل سمعت يومًا بشركة ديب مايند؟ هي شركة تابعه لقوقل وهي متخصصة في صناعة الذكاء الاصطناعي، في عام 2016 تمكنت الشركة من صناعة جهاز ذكاء اصطناعي بإمكانه تمييز إصابة أمراض العين بمجرد قيامه بمسح سريع في بؤبؤ العين، وفي نفس السنة قامت بإنتاج جهاز ذكاء اصطناعي آخر يمكنه التمييز بين الأنسجة السرطانية و الأنسجة الصحيّة. ما ذكرته هو لمحة بسيطة على منافع الذكاء الاصطناعي وصناعته المعقدة في التطبيق والسهلة في الشرح، قد تتعجب مما أقول لكن فكر في الأمر على أن الذكاء الاصطناعي مجرد طفل صغير يراقب ويتعلم، يطبق ويفشل ويعيد تصحيح فشله، ويتمرن على هذا حتى يصل إلى المستوى المطلوب، لكن لا يأخذ سنوات طويلة كالطفل الصغير ليتعلم ويتمرن حتى يصبح بالغًا؛ فعامل الوقت مختلف تمامًا مع الذكاء الاصطناعي لأن مهمته الأساسية هي التحليل فكل ما عليك هو تغذيته بالمعلومات الصحيحة وهو سيقوم تقريبًا بالباقي. وقد يخطر على بالك سؤال... ما المقلق إن كنت أنا من سيتحكم بالمعلومات المعطاة للذكاء الاصطناعي؟ فإن كنت أنا في دفة التحكم فلا دعي للخوف!! سأجيب، ليس ذلك ما يقلق منه بعض العلماء بل المقلق هو أن ذلك الذكاء الاصطناعي قد يتعلم تغذية نفسه بالأوامر مما يجعله يتعلم أشياء قد لا يرغب الانسان لآلة أن تتعلمه، ورغم أن هذه فرضية قد طرحها (إلون ماسك) إلا أنها لا تزال مقلقة لدى البعض، ومن هذه الأمثلة التي قد طرحت وضلت عالقة في رأسي هي لو أن الذكاء الاصطناعي قد ميّز عدم كفاءة الإنسان في إدارة الموارد الطبيعية على الكوكب وقرر ذلك الذكاء الذي صُمم على تصحيح الأخطاء أن يصحح القدرة الاستهلاكية للموارد الطبيعية فتلك الآلة كما قد قلت من قبل أنها تقوم بتحليل كل خطوة ودراستها ومعالجتها في أجزاء من الثانية مما يعني التفوق التام علينا في هذا المجال، فكيف سيكون موقفنا في ذلك الوقت؟ مثل النمل الذي تدهسه من غير علمك؛ لأنك لا تميّز وجوده، فعندما نريد أخشاب لنصنع منها أثاثًا فنحن لا نفكر في تلك الحيوانات التي في الغابة وإلى حاجتها ولا نقوم بالشرح لما قد نريد تلك الأخشاب؟ وحاجتنا الاقتصادية لها، بل ذلك مستحيل ومنافي للعقل؛ فتلك الحيوانات ينقصها الذكاء لفهم ما نريد وما نحتاج ومثل ذلك قد نصبح يومًا بالنسبة إلى الذكاء الاصطناعي كائنات ينقصها الذكاء لفهم الهدف المطلوب والحاجة إليه. سعد عبدالرحمن الشثري
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...