مقالات وتدوينات
(0)

هل شركات الاتصالات مهددة بالانقراض؟

813 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/07/14
الردود
0

سأتطرق في هذه المقالة لقطاع الاتصالات عالميا وبشكل خاص شركات الاتصالات ومالها وما عليها وما يمكن عمله لتكمل استمرارها، سأعمل على تقسيم المقال الى مجموعة مراحل عبارة عن الماضي، والحاضر، والمستقبل. الماضي: كانت في التسعينات ذروة نمو شركات الاتصالات حيث كانت مصادر دخل الشركات من خلال قطاع الأفراد وهو النصيب الأكبر من المكالمات، والرسائل النصية، وايضًا باقات الانترنت (او ما يطلق عليها ديتا) وايضًا موزعين للأجهزة الجوال والمحتوى، وقطاع الأعمال وهو الأقل نسبيا حيث يتم تقديم الخدمات للشركات والجهات الحكومية، ولكن قواعد اللعبة تغيرت. الحاضر: اقصد فيها بداية الألفية وصلت شركات الاتصالات ذروتها وذلك من خلال انتشارها ووصولها الى 50% او 70% من السكان، لكن في نفس الوقت دخل لاعبين جدد في السوق كتطبيقات التواصل وشركات الإنترنت مثل واتس اب، فيسبوك، قوقل وايضا شركة ابل وسحبت البساط من شركات الاتصالات عالميا حيث توجه العملاء إلى استخدام هذه التطبيقات بسبب انها مجانية وايضا اكثر استخداما وانتشارا؛ حيث فيس بوك يعتبر بمثابة شركة اتصالات لديها مايقارب 2 مليار مستخدم بإمكانهم استخدام الرسائل والاتصال الصوتي والمرئي مجانا للتواصل فيما بينهم حول العالم؛ لذلك قل استخدام الاتصال والرسائل التقليدية من خلال شركات الاتصالات بشكل ملحوظ لدرجة تم تحجيم دخل شركات الاتصالات إلى بيع باقات الانترنت ومع تزايد استخدام العملاء للإنترنت ومنصات الفيديو مثل اليوتيوب وخلافة التي تستهلك نطاق عالي (bandwidth)، وبالتالي بدأ تحدي آخر كبير؛ لأن تكاليف استخدام الشبكة زادت وبدأت تأخذ نصيب من إيرادات شركات الاتصالات، وبالمقابل ليس لدى شركات الاتصالات إلا أن تعمل على تخفيض الاسعار لكسب عملاء أكثر وهذا أيضًا أرهق الشركات ماليًّا، لذلك وبشكل ملحوظ يوجد انخفاض في إيرادات معظم شركات الاتصالات عالميا في آخر 3 سنوات. منتصف الألفية، بعض شركات الاتصالات استشعرت الخطر وعملت على خطط دفاعية كخطة إنقاذ وهي إعادة هيكلة اعمالها مثل: تحويل قسم خدمة العملاء إلى شركات خارجية أو ما يطلق عليه (outsourcing) لتخفيض التكاليف والأعباء المالية، وقسم المبيعات أيضًا. المستقبل: في يوم من الأيام عملت على زيارة ستارت اب في سان فرانسيسكو متخصصين في تقديم الذكاء الصناعي AI لتقليل عدد موظفي خدمة العملاء في الشركات بنسبة 90% بمعنى من أصل 100 موظف يمكنك الاعتماد على 10 موظفين والذكاء الصناعي AI و تسريح 90 موظف !! وما هي الا البداية، ومن ضمن الحلول كخطط دفاعية... الاندماج مع شركات اتصالات الأخرى وذلك لتقليل تكاليف التشغيل. ومن الخطط الهجومية... الاستفادة من تحليل بيانات وتأسيس أقسام في مجال Data Science لكي يتم دراسة تمركز العملاء وتحويلها إلى معلومات قابلة للبيع لقطاع التجزئة والبنوك ولشركات النقل حيث تهمها هذه المعلومات لكي يقدموا خدماتهم للأفراد بشكل افضل واقرب. ومن المقترحات المتداولة العمل على تملك تقنيات وابتكارات ذات طلب عالمي ومن الخطط الهجومية... تأسيس شركات في مجال المحتوى والميديا والترفيه أو عمل شراكات معها أو الاستحواذ عليها مثل ماتم بين شركة AT&T و Time Warner حيث قدرت قيمة الصفة بـ 100 مليار دولار، حيث Time Warner تعمل في مجال الميديا والمحتوى حيث انها تملك محطات وقنوات فضائية غير انها تعمل على بث المحتوى مثل الأخبار والإنتاج المرئي؛ وبالتالي AT&T عززت إيراداتها في مجال الاعلانات وتقديم خدمات المحتوى لعملائها عبر باقات اشتراك. وبالمثل شركة Verizon Communications عملت على الاستحواذ على Yahoo وذلك لتعزيز إيراداتها ومن الخطط الهجومية أيضًا تحوّل شركات الاتصالات إلى شركات استثمار في مجال الاتصالات والتقنية مثل SoftBank وبالتالي تمتلك تقنيات قابلة للانتشار عالميا، حيث SoftBank مستثمرة في شركات مصنعة للشرائح الإلكترونية واوبر و شركة علي بابا، ويعتبر استثمارهم في شركة علي بابا الصينية من انجح الاستثمارات حيث حققوا 60 مليار دولار عائد من اصل استثمار 20 مليون دولار !! صفقة من ذهب. حقيقةً لم تنتهي القصة، اعتقد أن في السنوات القادمة سوف يسحب البساط من شركات الاتصالات كليًّا حيث سيكون لديها منافسين في تقديم باقات الانترنت وهي آخر مصادر دخل شركات الاتصالات حاليا، وقد اطلقت قوقل في السنتين الماضية باقات انترنت مع رقم جوال مما يمكنك من الاشتراك فيها واستخدامها في أي مكان في العالم، ناهيكم عن استثماراتها في تطوير تقنيات وأقمار صناعية لتقديم الإنترنت بأسعار معقولة لأكبر قدر ممكن ومن أهدافهم ان يصل الانترنت إلى 7 مليار نسمة وايضًا فيسبوك لديها مبادرات في هذا المجال ويوجد شركات اخرى تعمل على تطوير تقنيات لبث الانترنت على مستوى الكرة الأرضية، مما سيعرض شركات الاتصالات بشكل عام للإفلاس إذا لم تعمل على خطط دفاعية وهجومية بشكل سريع، وتطوير خططها الاستراتيجية واستقطاب كفاءات لتسريع عملية التطور. هاني الحميدي

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد