تطبيقات الذكاء الاصطناعي
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/07/15
|
الردود |
0
|
هل جربت يوماً أن تتصفح بعض المواقع ثم بعد فترة تجد أن هذه المواقع تعرض لك مجموعة مختارة من الأفلام، أو الكتب، أو الملابس وغيرها من المنتجات؟ بل وربما تنطق كلمة معينة ثم تجدها فجأة في محركات البحث بهاتفك النقال؟ ببساطة، هذا أحد أوجه الذكاء الاصطناعي الذي نتعامل معه بشكل شبه يومي، حيث تقوم التطبيقات والمواقع باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لجمع بياناتك، وتحليلها، ثم تقدم لك مقترحات تتناسب مع عمليات بحثك الأخيرة. فما هو معنى مصطلح "الذكاء الاصطناعي" أو كما يسمى باللغة الإنجليزية ("Artificial Intelligence")؟ الذكاء الاصطناعي بشكل مبسط هو قيام الآلات أو البرامج أو التطبيقات بتنفيذ المهام التي تتطلب مهارات معرفية، مثل الفهم والإدراك والتعلم ثم التطور، باختصار هي قدرة الآلة على تقليد أي نشاط يقوم به الإنسان. فهناك تطبيقات تقوم بعمليات بسيطة مثل سيري في هاتف آيفون الذكي، حيث تقوم سيري بالإجابة عن أي استفسار أو تنفيذ أي طلب سواء اتصال، كتابة رسائل وغيرها. وهناك تطبيقات معقدة تقوم بجمع البيانات وتحليلها تحليلاً دقيقاً ثم تتخذ القرار على أساسها، مثل: الجراح الآلي الذي يقوم بعمليات جراحية دقيقة. بدأت فكرة الدمج بين البشر والآلات منذ بداية ظهور الحاسب الآلي في حياتنا، فعلى مر الزمان أثبتت هذه الحواسيب دقتها وكفاءتها وقدرتها على التفوق على الإنسان في كثير من المهارات، مثل: الكتابة والطباعة وسعة الحفظ العالية والقدرة على ربط المعلومات وغيرها من الأمور التي نلاحظها بشكل مستمر؛ حيث قامت هذه الأجهزة بمفهومها المنظم بتطوير طريقة حياتنا بشكل إيجابي. ومع مرور الوقت وتطور التقنيات، ظهر الذكاء الاصطناعي مؤخراً بشكل كبير في عدة مجالات مع العلم أن العمل على الأبحاث والتطوير في هذا المجال ما زال قائم على قدمٍ وساق ولم يُحسم؛ سعياً للوصول إلى أعلى مستوى من المهارات والإمكانيات التي تخدم الانسان. مما لا شك فيه أن دور الذكاء الاصطناعي يزيد يوماً بعد يوم في الترفيه والتعليم والطب والمالية والمحاسبة وغيرها الكثير من المجالات. ففي المجال الصحي، أصبحت الآلات تقوم بالعمليات الجراحية بجانب الطاقم الطبي، وتشخيص المرضى، وقراءة الأشعة والتحاليل، وصرف الأودية وغيرها؛ من الجدير بالذكر أن القطاع الصحي في السعودية وصل إلى إنجازات في هذا المجال. أما بالنسبة لقطاع التعليم فيعتبر من أبرز القطاعات التي قد يحدُث فيها نقلة نوعية إذا تم توظيف الذكاء الاصطناعي بكفاءة، في الحقيقة هناك عدة دول حول العالم تبنت هذا المفهوم ولديها نماذج رائدة تستحق أن يُسلط عليها الضوء، مثل: منصة ألف في الإمارات العربية المتحدة وغيرها من المنصات العالمية، حيث يبدأ الطالب العملية التعليمية عن طريق منصة تفاعلية تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي بدون تدخل بشري، فيقوم الطالب بالإجابة على اسئلة لاختبار المستوى التعليمي؛ وعلى أساس هذا الاختبار يبدأ الجهاز بتحليل البيانات ثم تصميم برنامج تعليمي فردي لكل طالب على حده ومراجعة وتقييم أداء الطالب باستمرار لتحديد نقاط القوة والضعف؛ مما يساعد المعلم أو المعلمة في التركيز على جودة التعليم وعلى احتياجات كل طالب على حدة. كما أن هناك بعض التطبيقات التي نتعامل معها باستمرار في حياتنا اليومية، مثل تقنية تعرف الآلات على هوية المستخدم عن طريق الكاميرات، بالتحديد تقنية بصمة الوجه في الهاتف المتنقل أو عند السفر في بعض المطارات المتقدمة التي تدعم هذه التقنية مثل مطار الملك خالد الدولي في الرياض. وأيضاً من أشهر التطبيقات الأخرى للذكاء الاصطناعي، تقنية المحادثات الآلية أو كما تسمى باللغة الإنجليزية ("Chat Bot") وهي تعتبر بديل جيد لممثل خدمة العملاء في المحادثات الخاصة في المواقع الإلكترونية لبعض الشركات؛ للرد على استفسارات العملاء بكفاءة عالية وفي أي وقت. في الحقيقة تطبيقات الذكاء الاصطناعي واسعة ومتشعبة ولا يمكن حصرها هنا فقط، ومع ذلك لا يمكننا تجاهل حقيقة أن الوصول إلى أقصى استفادة من الذكاء الاصطناعي وتصميم أجهزة أو برامج تعتمد عليه يستغرق الكثير من الجهد والوقت والمال والعمل بالإضافة إلى أنه يحتاج للصيانة والمتابعة والتأكد من البيانات المستخدمة، وهنا يأتي دور الإنسان وأهميته في هذا المجال! فهناك نظرة سائدة أن هذه الآلات ستأخذ مكان البشر وسيبقى البشر بلا وظائف! وهذه فكرة غير صحيحة نوعاً ما؛ فهذه الآلات تخلق وظائف جديدة كلياً وقوى عاملة مختلفة عن القوى العاملة الحالية؛ مما يجعلنا بحاجة ماسّة إلى أن نواكب تخصصات المستقبل. نوت سليمان العنزي المراجع: - كتاب " Introduction to artificial intelligence and expert systems"، Patterson, Dan W، 1990م، موقع NUBDIRL - مكتبة الذكاء الاصطناعي، موقع أوراكل، مايو 2020م – - كيف ساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير التعليم العالي؟، موقع إم آي تي تكنولوجي ريفيو، مارس 2020م، - صفحة الذكاء الاصطناعي، موقع polygant، مايو 2020م –
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...