مقالات وتدوينات
(0)

لنبقي أبناءنا في دائرة الأمان

742 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/07/16
الردود
0

أبناءنا فلذات أكبادنا زينة الدنيا وجمالها، نفديهم بأرواحنا ونخشى عليهم حتى من الشوكة أن يُشاكوها، هذا لسان حال كثير من الآباء الرائعين الذين يحيطون أبناءهم بهالة من الحب والرعاية والاهتمام، ويسعون جاهدين لإسعاد أبناءهم بكل جديد ومثير ومواكب لهذا العصر الذي هم فيه. وحيث أننا نعيش في عصر التسارع التكنلوجي والتقني؛ ساق وعي كثير من الآباء إلى ضرورة مواكبة أبناءهم لمتطلبات العصر من الوعي والثقافة والخبرة الإلكترونية والتقنية، فملَّكوهم أجهزة يستطيعون بها رؤية العالم بأكمله من خلف شاشاتها الفضية ويبنون بها محتويات وثقافات رائعة، وهناك من الآباء من سلم أبناءه لهذا العالم لمجرد التسلية وتضييع الوقت، أو حتى ليتخلص من الحركة الزائدة لأطفاله بإشغالهم بهذه الأجهزة. ومن بين هذا وذاك تجد من يعطي أبناءه الأجهزة التي يريدونها دون قيود ولا ضوابط ، فينغمسوا في ذلك العالم الواسع بكل ما يحويه من منافع ومضار، ثم قد تجد الأب لا ينتبه إلا بعد فقد ابنه أو تأثر صحته أو تغير أخلاقه وسلوكه، فأصبح من الأهمية بمكان نشر ثقافة الرقابة الأبوية بين الناس، وتوعيتهم بضرورتها وأهميتها والأضرار الناتجة عن إهمالها وتركها، وبيان سهولة تفعيلها وتطبيقها، لنساهم في إبقاء أبناءنا داخل دائرة الأمان في ظل الثورة التقنية. الرقابة الأبوية الرقابة هي المتابعة والتدقيق والضبط من الأبوين لأبناءهم، بغرض الحماية والوقاية والتوجيه للطريق الصحيح، لا بغرض التجسس وتصيد الأخطاء، بطرق مباشرة وغير مباشرة. أهمية الرقابة الأبوية تعد متابعة الآباء لأبناءهم ولأجهزتهم أمر في غاية الأهمية لعدة أسباب، منها:  لتعليمهم الصواب من الخطأ والصالح من الفاسد والنافع من الضار، فالأطفال بطبيعتهم فضوليون يحبون استكشاف كل جديد في المحيط من حولهم، وعقولهم لازالت لا تميز كثيراً بين الصواب والخطأ.  لحمايتهم من حقول الألغام والحياة والثعابين التي قد يواجهونها في عالم التقنية والإلكترونيات.  لحجب المواقع الإباحية والإعلانات الفاضحة والأشياء غير المناسبة لفئتهم العمرية.  لحماية عقولهم من تلبيس الفئات الضالة واستدراجهم لهم.  لصد الأفكار الإلحادية عنهم والحفاظ عليهم من الوقوع في الإلحاد وتغرير الملحدين.  للحفاظ على صحتهم التي قد تدمَّر إثر سوء استخدام الأجهزة.  لضبط أوقات استخدام الأجهزة بحيث لا تؤثر على نواحي حياتهم الأخرى.  للإشراف على نوعية البرامج والتطبيقات التي يتم تحميلها من قِبَل الأبناء.  لتتبع ومعرفة مواقعهم في حال فقدانهم أو ابتعادهم عن محيط والديهم.  لوقايتهم من الإيذاء النفسي أو الجسدي أو الانتحار. أضرار إهمال الرقابة الأبوية إذا لم يستشعر الأبوان أهمية الرقابة الأبوية وأهملوها أو قصروا فيها، فقد يصاب الأبناء ببعض الأضرار في حاضرهم أو مستقبلهم، والتي منها:  تأثير المجال الكهرومغناطيسي الصادر من الأجهزة على أدمغتهم ومناعتهم ونمو أجسادهم.  تأثر الفقرات العنقية ، أو الإصابة بتشنجات عصبية ، أوتضرر النظر لطول وسوء طريقة استخدام الأجهزة.  تعرضهم للاختراق والابتزاز والتحرش والتهديد والقتل.  اختطاف عقولهم وتغير فكرهم وعقيدتهم وأخلاقهم وسلوكهم.  قتل مواهبهم وإبداعاتهم وهواياتهم بسبب ملازمة الأجهزة طوال الوقت.  الإدمان على الأجهزة والألعاب الإلكترونية مما ينتج عنه أضراراجتماعية أونفسية، كالانطوائية والعزلة والعصبية.  الأرق وقلة النوم والكوابيس الليلية.  الانفتاح والنضج الجنسي قبل أوانه وتأثره به في الحاضر والمستقبل.  نشأة جيل عاق منحرف همه الأول ذلك الجهاز وما يحويه حتى لو كان على حساب والديه أو مجتمعه أو قيمه. كيفية تفعيل الرقابة الأبوية تفعيل الرقابة الأبوية أمر سهل ميسر، فطالما كان هدفنا هو الحفاظ على أبناءنا فسيهون كل شيء في سبيل تحقيق ذلك، وقد أجملنا كيفية تفعيل الرقابة الأبوية في طريقتين: مباشرة، وغير مباشرة، لا تتكامل إحداهما إلا مع الأخرى. فالرقابة المباشرة تبدأ بغرس القيم في النفس وتقوية الوازع الديني لبناء الرقابة الذاتية لدى الأبناء، ومن ثم متابعتهم والتدقيق في أجهزتهم بين الحين والآخر لحمايتهم من المنزلقات التي قد يقع فيها البعض رغم وجود الوازع الذاتي فلا أحد معصوم، وينبغي أن تكون الرقابة معلنة وبعلمهم وليست خفية، وذلك بعد بناء الثقة الإيجابية بين الآباء والأبناء. ثم يأتي دور الرقابة غير المباشرة _ دون مواجهة الأبناء مباشرة _ إما باستخدام إعدادات بعض المواقع والبرامج في أجهزة الأبناء كمحركات البحث واليوتيوب وأجهزة البلايستيشن ونيتفلكس وأجهزة الجوال الحديثة وغيرها، وذلك بضبطها قبل تسليمها لهم بما يتناسب مع مراحلهم العمرية وقيمهم الدينية وعاداتهم المجتمعية، ويحسن التنبيه هنا أنه قد لايمكن ضبط بعض الإعدادات بما يتناسب مع قيمنا وعاداتنا لكونها برامج أو مواقع عالمية عامة، وهنا يتأكد دور الرقابة المباشرة لسد هذه الثغرة. أو تكون الرقابة غير المباشرة باستخدام برامج الرقابة الأبوية الموجودة في المتاجر والمواقع، وذلك بتثبيتها ومن ثم التحكم بجهاز الابن عن بعد، كالتحكم في المدة الزمنية التي يمكن له استخدام الجهاز والإنترنت فيها، وكذلك يمكن الإشراف على عمليات تحميل البرامج والتطبيقات ما يسمح منها وما لا يسمح، والاطلاع على الأنشطة العامة والصادر والوارد من المكالمات والرسائل، وتتبع ومعرفة موقع الجهاز ومدة استخدامه، وغيرها من المميزات الجميلة والمفيدة الموجودة في تلك البرامج، وينصح الخبراء بأهمية اختيار تطبيقات وبرامج الرقابة الأبوية المعتمدة والآمنة حتى لا تتعرض أجهزتهم للاختراق من قِبَل ضعاف النفوس من مطوري برامج الرقابة الأبوية المزيفة. ورغم وجود طرق متاحة لحماية أبناءنا إلا أننا نجد من الآباء من يحرم أبناءه من الأجهزة بالكلية بحجة الحد من مفاسد ومخاطر الأجهزة عليهم، وهذا يعد من الخطأ، لأن كل جيل وكل عصر له متطلباته بناءً على متغيراته، وقد قال علي _ رضي الله عنه _: ( حدثوا الناس بما يعرفون )، وكما نرى أصبحت التقنية هي اللغة المتعارفة بين الناس اليوم، فإذا حُرِم الأبناء من هذه المعرفة فأنَّى لهم أن يبنوا مستقبلهم ويؤثروا في غيرهم إذا لم تكن معارفهم متوافقة مع الجيل الصاعد؟ لكن في المقابل يجب أن لا يُترَك الحبل على الغارب بترك الأبناء مع الأجهزة يسرحون ويمرحون كما يشاؤون دون حسيب أو رقيب تأخذهم الريح حيث شاءت، بل يجب أن يحسن الآباء الولاية على الأبناء بتفعيل الرقابة الأبوية المباشرة وغير المباشرة، لينبت الأبناء نباتاً حسناً ويطيب الثمر، ويفوز الأبوان بحسن الجواب على السؤال عند وقوفهم بين يدي ربهم (( كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته )). فاطمة أحمد عبد الخالق

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد