مقالات وتدوينات
(0)

التنمر الإلكتروني قصة واقعية

1,217 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/07/16
الردود
0

نحن هنا لسنا بصدد تعريف التنمر والذي يعرف بكونه اي أذية يتعرض لها فرد او مجموعة من فرد او مجموعة سواء كان جسدي او معنوي ولن نشرح أنواعه او طرقه نحن هنا بصدد التركيز على التنمر الإلكتروني والذي أصبح يشكل اكثر طرق التنمر تهديدا على الفرد قد يصل به أن يفقد حياته كما سنرى في المثال الواقعي الذي سيذكر في نهاية المقال وسنبيّن اثارا سلبية على المجتمع وكيف واقعه اليوم. بدايةً ككل شيء في الحياة فأن وسائل التواصل الاجتماعي هي ايضا سلاح ذو حدين فعلى الرغم من الفوائد الجمة لها من خلال نشر وسرعة الوصول للمعلومات والتواصل مع الأفراد الا انها ايضا باتت احد اهم المشتتات اذا ما تم السيطرة على استخدامها وباتت تشهر وتسوق لأناس ولأشياء ليست ذوات قيمة حقيقية. إضافة إلى انها أصبحت باب جديد يدخل من خلاله التنمر إلى كل فرد وقد يكون أسهل طرق التنمر التنمر الإلكتروني بدأ بالظهور مع بداية تطور التكنلوجيا ولكنه أصبح حدة في الخمسة عشر سنة الأخيرة مع تطور وسائل التوصل الاجتماعي واصبحت بمتناول يد الجميع ففي بداية انتشار المواقع الاجتماعية كانت الحماية والخصوصية اقل في أغلب الوسائل ولم يكن هناك تدقيق كاف للبيانات التي تنشر ومع جهل الناس بهذا النوع من التكنلوجيا واستغلال البعض لهذا الجهل فحدثت الكثير من حالات التنمر في المجتمع العربي وكانت اكثر فئة تعرضت للتنمر هي النساء من خلال تهديدهن بنشر صورهن وكان محرم في كثير من العوائل العربية ويعتبر من العار فكانت الفتاة العربية تخشى حتى تصليح هاتفها المعطل كي لا يسرق صورها من يقم بتصليحه كما حدث مع كثيرات غيرها وضياع هاتف الفتاة كان يعني ضياع مستقبلها ففي احسن الأحوال ستتعرض للابتزاز المالي والا فستتعرض لتهديد نشر الصور أو استدراجها للخروج مع المتنمر وغيرها ثم انتشر التنمر عن طريق مواقع التوصل الاجتماعي مع انتشارها بكل صوره الابتزاز والتهديد ونشر الصور بدون إذن اصحابها ومما سهل هذه السلوكيّات هي عمليات التهكير وسهولة انشاء حسابات مزيفة تخفي هوية المتنمر فكم من طفل نشرت صور له جعلته عرضة للسخرية أينما حل وكم من فتاة تعرضت للتهديد كي ترسل صور فاضحة عن نفسها والا ستنشر صورها التي تم سحبها من حسابها من خلال عملية التهكير وغيرها من الأمثلة الواقعية وقد آثار هذا ضجة كبيرة في المجتمع العربي والعراقي وخصوصا في بعض المجتمعات المحافظة وخاصة تلك التي لا تسمح للفتاة بنشر صورها وهي ترتدي الحجاب فكيف بنشر صورها وهي ترتدي القصير او غير المستور فقد أدى نشر صور الفتاة إلى أن يتركن الدراسة او الوظيفة او الطلاق وفي بعض الأحيان إلى القتل الكثير من الفضائح التي كانت اصلا موجودة في المجتمع لكن لا أحد يعلم عنها وباتت اليوم بمرء ومسمع الجميع بعد نشرها على الفيس بوك او اليوتيوب ادت إلى ضياع الكثيرين كما أن التنمر الذي يقف عند تخريب سمعة متنج وتضييق عيش الأفراد يعتبر شيئا طفيفا اذا ما قورن بقتل انسان كما في المثال ففي محافظة صلاح الدين في العراق والتي تعرف بمجتمع عشائري يضيق يحدد حرية المرأة الجسدية والفكرية في العام 2011 حيث قتلت سيدة تبلغ من العمر 38 عاما متزوجة ولديها اربع اطفال على يد أخيها بسبب نشر فديو فاضح لها على اليوتيوب صوره عشيقها وقد قام المتنمر بنشره بغية أذية أخيها والذي لم يحتمل العار المنسوب له بسببها فقتلها بموافقة المجتمع والقانون بحجة غسل العار . هذه واحدة من آلاف القصص التي ادت إلى انحلال الترابط المجتمعي والتفكك الاسري لكن مع تطور حماية الهواتف الذكية وحماية الحسابات وانفتاح المجتمع وزيادة وعيه خفت هذه الكثير من أشكال التنمر الإلكتروني وباتت البيانات اكثر سرية والوصول إليها أصعب. نور عبد الهادي حمد الجميلي العراق

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد