مقالات وتدوينات
(0)

شكرًا للتقنية أم شكرًا لكورونا؟

862 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/07/20
الردود
0

لعلّي أبدأ هذه المرة بموقف حصل قبل سنة من الآن، حيث كنت أُدير تدريبًا صيفيًّا عن بعد (Online)، وتلقيّت اتصالًا في باكر الصباح من دكتورٍ في أحد الجامعات جعلني وجبته ذلك اليوم؛ بانتقاد وإنكار الفكرة الغير مقبولة التي طرأت على رأسي حينما قررتُ إدارة تدريبًا صيفيًّا عن بُعد، ولأكون صريحة أكثر... لو كنتُ بذرة هذه الفكرة ولست أحد مطوّريها لشككت في نجاحها بما يعرقلها كلّيًّا بعد ذاك الهجوم العنيف. تعودّنا كثيرًا على تلقي المعلومات داخل الفصول الدراسيّة والمكتبات العامّة، بشكلٍ جعل الوجود الفيزيائي للملقي والمتلقّي وأدواتهما أساس التعلّم، حتى أواخر السبعينات حينما بدأت بعض الجامعات الغربية باستخدام البريد الإلكتروني لعملية التعليم؛ من خلال إرسال الشروحات والواجبات عن طريقه، ومن ثم بدأ الأمر بالتوسّع حتى وصلنا إلى ما يسمّى بالـ(e-learning) وهو نظام تعلم إلكتروني يُوصِل المعلم بطلابه عبر شبكات الحاسوب، فيتم من خلاله شرح الدروس وإسناد الواجبات والاختبارات أيضًا. ورغم نجاح نظام التعلم الإلكتروني إلا أنه لم يلقى رواجًا من الجميع بل اقتصر استخدام الأنظمة على التقنيين ومحبي التقنية على الصعيدين التعليمي والعملي؛ حيث ظهرت الكثير من الأنظمة (التطبيقات) المعينة على إدارة الشركات والمؤسسات عن بُعد؛ وقد يعود ذلك لخشية الناس من تجربة العالم الافتراضي كونه ليس محسوسًا وقد يُشعِرهم في البداية بالضياع. لكن في بداية عامنا هذا 2020 انتشر وباء كورونا (COVID-19) الذي أوقف التواصل الاجتماعي بشكلٍ كاملٍ وجبْريّ، وعلى إثره أُجبِر الجميع على استخدام التقنية كوسيط يحول دون توقّف العمل، فهل كان لكورونا دورًا في تبليغ الرسالة؟ لابد وأن هذا الوباء الجائح ألقى الأنظار على التقنية، وأصبح الجميع يحاول إدارة أعماله والتواصل مع طلابه وموظّفيه عن طريق التكنولوجيا، فتوسّع استخدام الكثير من التطبيقات وزهر اسمها بعد أعوامٍ من الذبول، وأشهرها كان تطبيق ZOOM الذي يمكّن من القيام باجتماع صوتي ومرئي، وتطبيق الـ Telegram الذي يؤدّي بدوره مجموعة خاصة لتبادل الملفات والنقاشات، وغيرها من التطبيقات المُساعِدة على التنظيم والإدارة وكسب تفاعل الطلاب والموظفين. ختامًا تقدّم التقنية قفزة تطوّريّة لما حولها، وحتمًا لكورونا دورًا لا يُنسى في تشييد الاستخدام التقني والاعتماد عليه لإدارة الشركات والمؤسسات والوثوق بالعالم الافتراضي كوسيلة أداء أكاديمي ومهني.

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد