التحوّل الرقمي

ما كان خيالًا علميًّا أصبح رحلة حقيقيّة إلى المستقبل؛ فالتقنيات تعمل على تغيير حياتنا بسرعة، ونظرًا لسرعة وتيرة التغيير سنحتاج إلى أن نكون أفضل بكثير في قيادة التغيير أو سنكون من يقودها، وعليه يجب علينا تطوير قدرتنا على الابتكار والتوسع في عالم التحول الرقمي، فلم يعد السؤال (هل يفترض لنا ذلك؟) بل أصبح (كيف نفعل ذلك؟). التكنولوجيا الجديدة هي وقود مستقبلنا الذكي -مستقبلنا الرقمي-، فالاستفادة من التحول الرقمي مُمكنة في جميع المجالات وقطاعات الأعمال ولا بد من الطموح للتحرك بسرعة نحو التكنولوجيا الجديدة اقترانًا مع المرونة في المجازفة باعتناق أفكار جديدة، إضافةً إلى أن جزءًا من الهدف هو تغيير الثقافة إلى ثقافة ابتكار وتعزيز قيم واستغلال الفرص غير المسبوقة في العالم الرقمي. إذا ما هو التحول الرقمي؟ يُعرف التحول الرقمي بأنه الانتقال من طرق العمل التقليديّة إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرقمية المبتكرة، بتقديم الخدمات مع تحسين تجاربهم وخدماتهم وتوفير قنوات جديدة من العائدات التي تزيد من قيمة منتجاتها من خلال تنمية اقتصادية مستدامة وحض الموظفين على اعتماد أساليب جديدة لممارسة الأعمال. تتسم الحياة العصرية بإيقاع سريع يُفرِض على الانسان توفير الجهد والوقت، وندرك ذلك عندما نفكر بأي مجال كيف كان بالأمس؟ وكيف صار الآن؟ وكيف سيكون؟ لنرى موضوع التحول الرقمي بشكل خاص، طرأ في مخيلتي موضوع التسوق، كيف يمكن أن يكون خلال العالم الرقمي؟ ماذا لو كان على كل منتج الرمز الشريطي بحيث تجد فيه جميع التفاصيل؟ وكم بالمخزون؟ وماهي الألوان؟ وجميع ما يغنينا عن السؤال. أو شاشة التصميم المرئي، تجربة جديدة عبر تقنية الواقع المعزز في محلات التسوق تتيح امكانية تجربة الأزياء دون عناء، فيتم رصد شكل جسمك ومن ثم تقوم باختيار ما تريد وتجريبه افتراضيًّا، ويتسنى لك تأمل النتيجة على شاشة ثلاثيّة الأبعاد، بالتالي تكون أكثر راحةً ورضًا وتوفّر الوقت. وما هذا المثال إلا قطرة من بحر يوجد به الكثير من الأفكار التي من الممكن ادخال التحول الرقمي إليها لتصبح أسهل وأفضل لجميع الفئات العمرية وبجميع المجالات، فالنمو الاقتصادي يعتمد في المستقبل على الابتكار التكنولوجي المحلي، فقط قرِّر أن تكون جزءًا منه. ومن الجانب الآخر يجب أن ندرك أبرز المخاطر الرقمية وهي الهجمات الإلكترونية؛ بسبب اتساع تواجدها الرقمي لا سيّما أن الشركات تسعى إلى تطوير نهج الحماية الإلكترونية، وهذا يعني أن استثمار التحول الرقمي ذا أهمية كبيرة، فالعالم الجديد يتحرك بسرعة لذلك نحتاج إلى انتهاج السرعة في التفكير والتعلم والتنفيذ من أجل المنافسة ونيل الفرص. وفي نهاية الأمر... بما أن التحول الرقمي أحد الركائز الأساسية لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وذلك يهدف إلى مجتمع ووطن رقمي يساهم في إحداث تحولًا جذريًّا للاستفادة من التطور الكبير الحاصل في الخدمات المقدّمة للمستفيدين في جميع المجالات بشكل أسرع وأفضل، والرغبة في اغتنام الفرص والتأثير الإيجابي على الوضع الاقتصادي، وعكس اتجاهات تراجع الإيرادات وتوفير فوائد عدة من خلال القدرة على استقطاب استثمار الموارد وتوفير بعض الطاقات وتحقيق الكثير من الإنجازات الوطنية الرقمية لتحقيق النتائج المرجوة والسير نحو النجاح. نورة عبدالعزيز السويلم