التعليم عن بعد خيار أم ضرورة

أدّى التقدّم في التكنولوجيا مع التغييرات المتسارعة في المجتمع والإقتصاد إلى إيجاد مفاهيم واستراتيجيَّات جديدة تدعم احتياجات التعلم، فقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أنّ التعليم يحتاج إلى استخدام اسلوب جديد يُلائم الطريقة التي نعيش ونعمل ونتعلم بها؛ حيث إنَّ التطور السريع للتكنولوجيا ونمو التعلم دفع الجامعات إلى التفكير في دمج برامج التعليم عن بعد؛ لمواكبة التقدم التكنولوجي في العصر الحالي، وكان للإنترنت دورًا واضحًا في تحول نماذج الأعمال التقليديّة، سواءً في المبيعات أوالإعلانات والنشر والتسجيلات أو التصوير وما إلى ذلك. 

كذلك كان لانتشار الإنترنت تأثير على مجال التعليم العالي، ولكن هذا التأثير لم يكن واضحًا؛ حيث أنّ الطريقة التقليدية للتعليم لا تزال هي الطريقة الأساسية للتعلم. 

تبنّت معظم الجامعات السعودية فكرة دمج البيئة الرقمية في برامجها من خلال استخدام وسائل مختلفة مثل: نظام إدارة التعلم، والبوّابات والمواقع الإلكترونية، وجاءت الرؤية الوطنيّة 2030 لتفرض نفسها وتزيد الضغوط على مؤسسات التعليم خصوصًا التعليم العالي؛ لدمج التكنولوجيا في التعليم من أجل الوصول إلى مخرجات أفضل، والإرتقاء بمستوى النظام التعليمي.

وفي ظلِّ الظروف الطارئة التي تمر بها دول العالم؛ بسبب جائحة كورونا... ازدادت هذه الضغوط على مؤسسات التعليم؛ لتطبيق التعليم عن بعد والتعلم الإلكتروني كبديل وخيار مطروح ومتاح لاستمرار العملية التعليمية. 

إذن ما نوع الضغوط المتوقَّعة التي ستواجه جامعاتنا بعد أزمة كورونا؟ 

قد تواجه معظم الجامعات والمؤسسات التعليميّة الحكوميّة والخاصّة ضغوطًا ماليّة نتيجة انخفاض الدعم المالي من الدولة، وركود الأسواق الماليَّة، أو لكليْهما.

خصوصًا بعد تصريحات وزير الماليّة محمد الجدعان الذي قال فيه: ”آثار كورونا الإقتصادية سوف تظهر على ميزانية الربع الثاني والثالث والرابع“، و أضاف أن: ”الإيرادات انخفضت بشكلٍ كبير، وعلينا أن نواجه الصدمة الكبيرة جدًّا في الإيرادات، ونخفّض بشدة من مصروفات الميزانية، وننظر في قائمة النفقات، ونختار الأقل ضررًا على المواطنين“. 

وهذا السيناريو ليس بمستبعد؛ حيث أنّ معظم الجامعات والمؤسَّسات التعليميّة -الحكوميّة والخاصّة- في دول عظمى مثل الولايات المتّحدة الأمريكية تواجه ضغوطًا مالية، فقد زادت المشاكل الآلية بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية وكان لهذه المشكلة دور أكبر في عدم قدرة الدولة على تقديم الدعم المالي لجميع مستويات التعليم خصوصًا التعليم العالي. 

لذلك سعت الجامعات الأمريكيّة لإيجاد طُرُق أخرى لخفض التكاليف، ومن هذه الطرق... التعليم عن بعد. 

في حين أن تجربة التعليم عن بعد لمؤسساتنا التعليميّة خلال جائحة كورونا تعتبر غير ناضجة إلا أنّها تستحق الدراسة؛ وذلك من أجل ضمان مستقبل ومخرجات أفضل لعمليّة التعليم الإلكتروني، ويمكن للجامعات الاستفادة من تجارب الدُّول الأخرى في التعليم عن بعد؛ حيث أنه لا توجد طريقة معياريّة لتصميم جميع مقرَّرات وبرامج التعليم والتدريب عن بعد، فعمليّة التصميم تعتمد على أهداف محددة يتم فيها مراعاة قدرات وحاجات وخصائص المتعلمين وتوقعاتهم. 

المراجع العربيّة: 

الجدعان، محمد، ٢ مايو ٢٠٢٠، مقابلة تلفزيونية مع قناة العربية

موقع وزارة التعليم https://www.moe.gov.sa/ar/Pages/vision2030.aspx 

 موقع رؤية 2030 https://vision2030.gov.sa/ar/node/188 

المراجع الأجنبيّة:

 Allen, I.E. & Seaman, J. (2014). Grade change: Tracking online education in the United States. 

Retrieved from the Sloan Consortium website: http://sloanconsortium.org/publications/survey/grade-change-2013

 Brown, M., McCormack, M., Reeves, J., Brook, D. C., Grajek, S., Alexander, B., ... & Gannon, K. (2020). 2020 Educause Horizon Report Teaching and Learning Edition (p.10-12). EDUCAUSE

. Clark, R., & Mayer, R. (2008). e- Learning and the science of instruction: Proven guidelines for consumers and designers of multimedia learning (2nd ed.). San Francisco, CA: John Wiley & Sons, Inc. 

Giurgiu, L. (2017). Microlearning an evolving elearning trend. Scientific Bulletin, 22(1), 18-23. 

Pence, E. H. (2012-2013). When will college truly leave the building: If MOOCs are the answer,what is the question. Journal of Educational Technology Systems, 41(1), 25-33.