استغل فرصة التعليم عن بعد في تحسين مهارات استخدام الطلاب للحاسب الآلي

أحسنوا رعايتهم

مُنذُ زمن بعيد - وإن كُنَّا نراه قريبًا بسبب تسارع الأيام- عزف كثير منّا ‏عن استخدام أجهزة الحاسب الآلي المكتبي أو المحمول، فقد اكتفينا بما حملنا بين أيدينا من أجهزة لوحية وهواتف ذكية أغنتنا عن استخدام الأجهزة المعتادة، ‏فهي الأسهل حملًا والأيسر استخدامًا والأسرع في البحث، وجمعت العالم كله بين أيدينا بلمسة واحدة... ثم ماذا؟

ثم نشأ الجيل الصاعد ولم يرى في أيدينا سوى هذه الأجهزة وتبعًا لذلك لم يعرف سواها ولم يستخدم غيرها، فعُدنا حينها لأميّة استخدام الحاسب التي كانت قبل أكثر من عشر سنوات، فأصبحنا نرى طلاب وطالبات في مراحل دراسيّة مختلفة لا يجيدون أساسيَّات استخدام الحاسب.

والآن في ظل أوضاع التعليم عن بعد أرى أنه حان الوقت المناسب لنعود بهم للاستخدام السليم والصحيح لأساسيّات الحاسب، وأقول أساسيات تكفيهم لمعرفة التعامل مع الحاسب بطريقة صحيحة (تشغيله، تبديل اللغة، البرامج المكتبية... وحتى ايقاف تشغيله بطريقة صحيحة).

ليس هذا فحسب بل في ظل هذه الظروف التي سيزيد وقت فراغ أبنائنا فيها مع توفر جهاز الحاسب بين أيديهم... علينا أن نستثمر مهاراتهم في تعلّم الحاسب أفضل من استنفادها في ألعاب الرعب والعنف والوحشية.

ويمكن أن يُخصّص وقت يومي أو أسبوعي بعد انتهاء الابن من أداء واجباته المدرسية لتعلم أنواع برامج الحاسب وأهم التطبيقات المكتبية وكيفيّة استخدامها، ثم ننتقل بهم لتعلم البرمجة التي وإن بدت لنا صعبة إلا أنها ستصبح يسيرة إن تعلمها الطفل منذ الصغر بطرق جميلة وممتعة، مع التحفيز والدعم المستمر.

وقد يتساءل البعض لماذا يتعلم أطفالنا البرمجة؟

مالا نعلمه أن أهمية البرمجة للأطفال أكبر مما نعتقد، وقد نختصر هذه الأهمية في عدة نقاط:

-      تحسن من أدائهم الدراسي، بتدريبهم على التفكير المنطقي.

-      تحسن مهارات الاتصال والتعاون لديهم.

-      تساعد على حل المشكلات وقدرتهم على الكتابة المختصرة.

-      تسهل لهم تعلم لغات البرمجة بمفهومها الأوسع في المراحل الدراسية المتقدمة، بل وتمكنهم من ممارستها كهواية، مما يمكنهم من رسم بصمة خاصّة بهم في عالم التقنية.

وإن لم يكن لها ميزة الا استثمار عقولهم بالنافع والمفيد لكفتنا، لذلك واجبنا كمعلمين ومربين وأولياء أمور أن نسعى جاهدين لاستغلال هذه الفرصة والسعي في تحسين قدراتهم الحاسوبية (وليس الإلكترونية: التي قد تشمل كل الأجهزة التي يستخدمونها) وأن نرقى بعقولهم واهتماماتهم وألا يكون جل اهتمامهم اللعب والتسلية بلا فائدة تذكر.

يقول الدكتور باين، مؤلف كتاب "علِّم أطفالك على البرمجة": (إن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 8 أعوام يتعلمون بشكل أفضل مع القليل من التوجيه).

وأسأل الله أن يلهمنا رشدنا ويصلح نياتنا وذرياتنا ويعيننا وإياكم على تربيتهم على الوجه الذي يرضيه عنا.

بعض المعلومات مقتبسة من الصفحة التالية :

https://www.makeblock.com/official-blog/256224.html

سناء رده الخالدي

معلمة حاسب آلي – بإدارة تعليم الطائف

10/1/1442هـ