كيف تتعامل مع تعليقاتك وكلماتك على الإنترنت؟
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/09/01
|
الردود |
0
|
عُرّف التنمّر كشكلٍ من أشكال الإيذاء اللفظي أو الجسدي الذي يقوم به فرد أو مجموعة... ضد فرد آخر أو مجموعة أخرى، ويعود السبب لضعف المجموعة الأخيرة غالبًا، وعلى إثره انتقل التنمّر من العالم الذي نعيشه إلى العالم الافتراضي كبقيّة السلوكيّات، ونتج عن ذلك ظاهرة ما يعرف بـ "التنمّر الإلكتروني".
إذًا ما هو التنمّر الإلكتروني؟
هو شكل من أشكال الإيذاء الذي يقوم به فرد أو مجموعة... ضد فرد آخر أو مجموعة أخرى ولكن يتم ذلك باستخدام الشبكة العنكبوتيّة -الإنترنت-... كيف؟
بكتابة التعليقات المؤذية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل تطبيق Twitter وInstagram والألعاب الإلكترونيّة مثلًا.
كيف بدأت ظاهرة التنمّر الإلكتروني؟
بدأت ظاهرة التنمّر الإلكتروني بكتابة التعليقات المسيئة إلى المشاهير من فنانين وممثلين ومشاهير الـ Social Media بشكلٍ عام، وقد لا يقصد الجميع الإيذاء بشكلٍ مباشر، فالبعض يكتب وهو يظن أن صوته غير مسموع وأن تعليقه لا يقدّم ولا يأخّر، فيما يرى البعض بأنه لا بأس من التطاول طالما لا أحد يعرفه، وذلك بالطبع كان قبل بضعة سنوات، أمّا الآن فقد تغيّرت الكثير من المفاهيم حول المشاهير وتعليقات الناس عليهم، وعلينا كأفراد ضمن المجتمع الافتراضي أن نعي هذا التغيّر ونتعامل على أساسه.
كيف تتعامل مع تعليقاتك وكلماتك على الإنترنت؟
إليك بعض النقاط المهمة والتي يجب عليك الانتباه لها قبل نشر أي تعليق:
أوّلًا: العالم الافتراضي ليس افتراضيًّا:
قد توحي كلمة (افتراضي) بأن الشيء مفترضًا وغير موجود، لكن ذلك غير صحيحٍ أبدًا... فكلُّ المعلومات والبيانات داخل الشبكة العنكبوتيّة محفوظة في قواعد بيانات، وكلُّ من يتفاعل داخل الشبكة هم "بشرٌ حقيقيّون" مثل اللذين حولك ويعيشون معك الآن، يؤذيهم ما يؤذيك ويشعرون بالسوء عند تعرّضهم لمضايقة ما.
لذلك كُن على قدرٍ من الوعي في تعاملك مع الآخرين، وتذكّر بأن ما تزرعه اليوم تحصده غدًا، وهذا القانون الذي سنّته الحياة لن يتغيّر داخل الشبكة الافتراضيّة -الشبكة العنكبوتيّة-.
ثانيًا: صوتك مسموع:
فكل تعليق تكتبه ظاهر للكل، وكل كلمة تكتبها لا بد أنك تقصدها، وكل من يقرأ تعليقك يرسم صورة عنك، فكن وديع الصورة، حَسَن الألفاظ، وتأكّد بأن الأدب والأخلاق الحميدة لا يغيّرها مكانٌ أو زمان.
ثالثًا: القوة بالتحمّل:
ولك أن تجرّب الرد على من أساء إليك مرة، والسكوت عنه مرةً أخرى... سيكون السكوت هو الفعل الأصعب، فليس هناك أسهل من التعدّي بالألفاظ على الآخرين، والضحك على مساوئهم بأيّ شكل كان؛ لأن نفس الإنسان أمّارة بالسوء وتدعوه إلى ما يجب تجنّبه، لذلك كانت القوّة في تحمّل النفس وامساكها عن الأذى، والتحكّم بمسيرها على الطريق الصحيح.
رابعًا: زِدْ بدل أن تُنقص:
كما أثبتت الدراسات النفسيّة لسلوك المتنمّرين فإن أغلب سبب للتنمّر هو المقارنة وشعور بأن الآخرين -المتنمَّر عليهم- أفضل، قد يكونوا أفضل فعلًا ولكن الحل لن يكون أبدًا في الاستنقاص منهم، لذلك خُذ الحل الأمثل وأبدأ تطوير نفسك بزيادة مهاراتك وثقافتك والاهتمام بالجانب الذي تحبّه، كما قال فوّاز اللعبون: "لا تقارن نفسك بالآخرين، فحتمًا لديهم إمكانات ليست لديك، وأنت لديك إمكانات ليست لديهم، و إن كنتَ لا بُدَّ مقارِنًا فقارن بين ما كنتَ عليه أمس وما أنت عليه اليوم، ثم قرر كيف تكون غدًا."
خامسًا: الغاية لا تبرّر الوسيلة:
قد يجرُّ البعض الإساءة إلى أنفسهم، ويكونون السبب الأوّل لتنمّر الناس عليهم؛ بسبب سوء سلوكيّاتهم أو عداوة تصرّفاتهم لأحد المجتمعات مثلًا، وهذا لا يسمح أبدًا بالتنمّر عليهم مُقابل أفعالهم.
إن اختلاق المبرّرات لأي تصرّف خاطئ يُثبت اعترافك بخطئك، لذلك كُن على قدرٍ من المسؤوليّة عن نفسك وجنّبها ما لا يناسبها، وإن رأيت من تظنّ أنه يجب الرد عليهم... فلك أن تردّ دون الهجوم عليهم وجرحهم بالألفاظ المسيئة حتى وإن كانوا من بدأ باستخدام هذه الألفاظ، وكن على حُسن إسلامك في تركك ما لا يعنيك، وأن لا تتخذ سوء سلوك البعض عذرًا يبرّر سوء سلوكك معهم.
ختامًا:
التنمّر الإلكتروني سلوك كباقي السلوكيّات السيّئة... لا يمكننا القضاء عليه ولكن نستطيع الحد منه بمراقبة أنفسنا، وتعليمها الفرق بين الصح والخطأ، وما يجب وما لا يجب، والتعامل معه كالتعامل مع باقي السلوكيّات المؤذية دون تحجيمه ولا التقليل من أضراره.
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...