العمل عن بُعد بعدَ أزمة كورونا

مع التطور التكنولوجي في وقتنا الحالي بات من اليسير أداء الكثير من الأعمال من أيِّ مكانٍ دون الحاجة إلى الانتقال لمكتب معين وتكبّد عناء المواصلات أو القيادة، وهذا يوفر من النفقات والوقت ويحسّن إنتاجية العمل. 

ولا يشترط أن يكون العمل عن بُعد عملًا حرًّا أو مستقلًا (Freelance)، فقد تعمل بنظام الدوام الكامل أو الدوام الجزئيّ ولكن عن بعد، كما أن العمل عن بعد لا يعني بالضرورة أن تعمل من المنزل بل يمكنك تأجير مكتب في بعض المقاهي أو مساحات العمل المشتركة القريبة من منزلك. 

ومع تفشّي جائحة كورونا صار العالم معزولًا بعضه عن بعض، وأصبح العمل عن بعد ملجأ ملايين الأشخاص والشركات وحتى الحكومات؛ لمواجهة الحظر الذي فرضته الجائحة على كلّ ما يمتُ للحركة والشغل الطبيعي بصلة. 

صحيح أنّ مجمل الوظائف حاولت التكيف مع الوضع الطارئ الذي تعيشه البشرية إلّا أن بعض الوظائف وجدت ضالتها في العمل عن بعد ومن بين هذه الوظائف نجد: 

التسويق الإلكتروني: 

بالرغم من أنّ التسويق مرتبط بوجود الأسواق على الأرض، إلا أنه مع التطور التكنولوجي الرهيب الذي نعيشه أصبح التسويق إلكترونيًا أيضًا، ويشمل التسويق الإلكتروني تحسين نتائج البحث (SEO) وإعلانات الدفع مقابل الضغط، وتوليد المرور وبرامج المشاركة التسويقية والتسويق الداخلي.

ولعلّ أزمة كورونا قد بنت للتسويق الإلكتروني مجده إذ ارتفعت أسهمه بشكلٍ خيالي مع الغلق الذي تشهده معظم دول العالم. 

البرمجة:

يتضمن التطوير البرمجي برمجة المواقع أو التطبيقات أو البرامج أو واجهات المستخدم أو أنظمة الإدارة أو اختبار البرامج أو البنية التحتية التشغيلية وغير ذلك، وهو من أفضل مجالات العمل؛ نظرًا لأن صناعة التقنية باتت تُخيم على مستقبل عملنا بغض النظر عن مجالاتها، وهي الوظيفة المتوقع أن تكتسح العالم في قادم السنوات لأهميتها.

التصميم الجرافيكي: 

يمكن تعريف التصميم الجرافيكي بأنّه تواصل بصري يقوم به المصمم الجرافيكي بناءً على طلب العميل، ومن مستخدمي فن تصميمات الجرافيك نجد كل من المجلات، والإعلانات ومنتجات التعبئة والتغليف؛ فعلى سبيل المثال: قد تشمل مجموعة المنتجات شعار أو عمل فني آخر، ونص منظم وبعض عناصر التصميم الصرفة مثل الأشكال والألوان التي من شأنها صياغة المنتج في قالب واحد. 

ويعتبر التكوين هو واحد من أهم سمات تصميم الجرافيك وخاصة عند استخدام المواد سابقة التحضير أو العناصر المتنوعة.

التصميم يتجاوز الرسوميات "الجرافيكس" وإن كانت هي أشهرها، فقد يتضمن تصميم اللوحات الهندسية والمعمارية وتصميم المظهر الأمامي للمواقع (Front end) وواجهات التطبيقات والبرامج والرسوم البيانية والإنفوجرافيك وأغلفة المجلات وصفحات الجرائد وغير ذلك. 

الكتابة والتحرير: 

هذا المجال خصب ومتشعّب ويشمل كتابة المحتوى باختلاف أنواعه ومنه الطبي والعلمي والرياضي وغيرهم، بالإضافة إلى الصحافة والمراسلة والمراجعة اللغوية وكتابة أدلة الاستخدام وكتيبات الشرح والمواد التعليمية للدورات التدريبية وكتابة المقالات والتقارير.

التعليم عن بعد (Online): 

طرأ على التعليم الكثير من التقنيات التي جعلت الصورة النمطية للتدريس داخل الفصل الدراسي واحدةٍ من عدّة أشكال للعملية التدريسية، فاليوم يمكنك عرض خدماتك التعليمية على الإنترنت باستخدام تطبيقات مثل Skype أو WizIQ أو Zoom أو Google Classroom  أو عبر إنشاء قناةٍ تعليمية على مواقع التواصل التعليمي؛ وهي التي   تُتيح لك تنظيم فصل دراسي افتراضي على الإنترنت ومزودة بأدوات لمشاركة الشاشة ورفع الملفات وتوجيه الأسئلة والرد عليها وإسكات الطلبة الذين قد يصدرون ضوضاء عن طريق تعطيل الميكروفونات في أجهزتهم. 

ومع توقف الدراسة في عديد من دول العالم توجّه الكثير من الأساتذة والطلاب نحو التعليم عن بعد؛ قصد إنقاذ الموسم الدراسي، وتضاعفت استخدامات التطبيقات والمواقع الإلكترونية في المجال التعليمي.

الترجمة: 

لعل أشهر أنواع الترجمة ترجمة الكتب لكنها ليست الأكثر شيوعًا، فتعريب البرمجيات وأدلة الاستخدام تستحوذ تقريبًا على 75% من سوق الترجمة العالمية، كما أن الترجمة لا تقتصر على ترجمة النصوص فحسب وإنما تشمل الترجمة الفورية أو التتابعية في المؤتمرات وترجمة المحادثات الهاتفية بين شخصين عبر الهاتف والترجمة بالنظر أيّ قراءة نص مكتوب بلغة والتلفظ به بلغة أخرى لشخص آخر لا يستطيع قراءة تلك اللغة.

خدمة العملاء:

تحتاج الشركات إلى فريق لدعم عملائها وشرح أحدث العروض وحل المشكلات والاستماع إلى مقترحاتهم، ويتم هذا بعدة وسائل سواء بالهاتف أو على وسائل التواصل الاجتماعي أو على موقع الإنترنت أو حتى بالزيارة المنزلية، أي أنه لا حاجة إلى انتقال إلى مقر الشركة للعمل. 

عبدالقادر عمر بن مسعود