مقالات وتدوينات
(0)

التربية الإلكترونية

725 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/09/04
الردود
0

باتت الأجهزة الإلكترونية متوافرة في أيدي الأطفال بمراحلهم العمرية المختلفة، فلا يكاد يخلو بيت من الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب وأجهزة ألعاب الفديو الإلكترونية، إذ نجد الطفل من عمر ثلاث سنوات يستطيع أن يمسك جهازًا ذكيًّا ويتحكم فيه بسهولة. 

يمتلك الأطفال والمراهقين في وقتنا الحالي مهارةً تكنُولوجية وقدرةً عالية في التعامل مع تطبيقات الانترنت، ويتملكهم الفضول لتجربة كل ماهو جديد في هذا الفضاء الإلكتروني، وتركهم على اتصال بالشبكة بدون رقابة أبوية قد يعرضهم للكثيرمن المخاطر، فكلُ متابع لوسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية التي يقضي الأطفال والمراهقين عليها جُلَّ وقتهم يُلاحظ ثقافة العنف وحب السيطرة والإعتداءات اللفظية التي تملؤها وذلك من شأنه أن يؤدي إلى تبني هذا السلوك العدواني والتنمر في نفسية الطفل والمراهق وقد يستمر هذا السلوك مستمرًّا عند الكبر ويصعب تغييره.

لذلك تظهر الحاجة لما يعرف "بالتربية الإلكترونية"

تقع مسؤولية التربية عادةً على الوالدين خاصةً في المراحل العمرية الأولى ثم تليها التربية المدرسية فيشكلان بذلك حلقة تكاملية تشكل شخصية الفرد في المجتمع، وفي وقتنا الحالي ومع الثورة التقنية الهائلة وبعد أن كان أولياء الأمور هم المرشدون والموجهون أصبحت وسائل الإعلام الاجتماعي هي المربي اليوم، وتلك حقيقة لا يمكن إنكارها. 

تكمن المشكلة الرئيسة في غياب النصح والتوجيه والتربية للطفل والمراهق الذي يجلس أمام هذه المواقع ساعات طوال، والمشكلة الأخرى التي تظهر عند بعض أولياء الأمور وهي الجهل التام ببعض المواقع والتطبيقات وترك الأطفال والمراهقين دون أدنى مشاركة لهم واهتماماتهم على هذه المنصات و الألعاب.

تركز دروس التربية الإلكترونية في الأساس على توجيه الأطفال والمراهقين في كيفية الاستغلال الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الألعاب والتوازن بين حاجة النفس للترفية مع الأخذ بالإعتبار تطوير بعض المهارات المكتسبة وتوجيه اهتماماتهم لخدمة أنفسهم مستقبلًا ومجتمعهم ووطنهم  في نهاية المطاف، وكذلك التوعية نحو الظواهر والسلوكيَّات الخاطئة والمتزايدة عبر الشبكة، والتمييز بين المحتوى الهادف والمحتوى السيء، كل ذلك من شأنه أن يزيد وعي الطفل والمراهق للمخاطر المحتملة التي قد يتعرضون لها عبر الانترنت مثل التنمر الإلكتروني والتعامل مع الغرباء وسرقة  المعلومات الشخصية، ويجب أيضًا مشاركة الآباء في هذه الدروس لتساعدهم في استيعاب المخاطر المحتملة عبر الانترنت حتى يتسنى لهم مناقشة أبنائهم عند الحاجة وردم الهوة المعرفية التقنية بين الآباء والأبناء . 

ذكرت ديانا جرابير* في ذات السياق أنه يمكن للأهل بعد شراء الأجهزة الذكية إبرام عقد مع أبنائهم يؤكد على ملكية الجهاز للوالدين و كتابة شروط أخرى مثل معرفة الوالدان لكلمات المرور وماهية التطبيقات التي يفضلونها، وتؤكد على أنه يجب على الأهل تفعيل ميزة الرقابة الأبوية وتحميل التطبيقات التي تمكنهم من مراقبة ما يقوم به أبناؤهم على الشبكة، ليس بغرض التجسس بل للتاكد من عدم تعرض الأطفال لمشاكل مثل التنمر أو تعرضهم لكلمات غير لائقة، فبعض هذه التطبيقات ترسل للوالدين تحذيرات عن استخدام كلمات ذات مدلولات سيئة قد ترمز لوجود خطر ما. 


وأخيرًا لا شيء أفضل من الحوار والمناقشة فأنصح بترك باب الحوار مفتوحًا إذا قام الطفل بعدم الإلتزام بالشروط المتفق عليها بدلًا من مصادرة الهاتف لأن ذلك قد يؤدي لانعدام الثقة بين الطفل والأهل لاحقًا. 


* تقدّم دروس “التربية الإلكترونية” لطلبة الصف السادس في إحدى المدارس في ولاية كاليفورنيا الأميركية.

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد