مقالات وتدوينات
(0)

العمل عن بعد للمرأة

772 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/09/05
الردود
0

كانت العلاقة بين العمل عن بعد وبين العلاقة بجنس العامل ذكر أو أنثى من أكثر موضوعات البحث التي شاهدت اهتمامًا بالغًا خلال العقدين الماضيين، إلا أن هناك ملاحظتين بالنسبة لهذا الموضوع ينبغي مراعاتهما:

  • إن موقف الرجل من العمل عن بعد والعمل من المنزل يختلف كثيرا عن موقف المرأة فالصورة التقليدية أن خروج الرجل للعمل مظهر ذكوري وأن البقاء في المنزل دليل على الأنوثة
  • قضية رعاية الأطفال والحاجة الملحّة إلى إيجاد توازن أفضل بين الحياة المهنية والحياة العائلية 

وتعتمد أغلب الأسر على أكثر من مصدر دخل لزيادة قدرتها المالية وهذا قد شوهد من خمسينات القرن الماضي حيث أن أغلب الرواتب المقدمة لا تناسب معدلات التضخم الذي تعاني منه معظم دول العالم، ولذلك تلجأ أسر كثيرة إلى أكثر من دخل لمواجهة المتطلبات المالية المسؤولة عنها ومن هنا برز دور المرأة في مشاركتها في الحصول على الدخل فبالرغم من أن المرأة أحيانا تفضل الاستقالة من العمل للتفرغ لرعاية الأطفال لكن لا يستطيع الزوج مواجهة الأعباء المالية بمفرده لذلك جاء العمل عن بعد حل أمثل للمرأة وحصولها على دخل مساعد في مواجهة الأعباء المالية للأسرة .

وفي الوقت الحالي تعتبر ظاهرة العمل عن بعد ليست ظاهرة دخيلة أو مستحدثة ولكن ظاهرة العمل عن بعد في طريقها إلى المنافسة بشكل ملحوظ للعمل التقليدي وأصبح العمل من المنزل من المميزات التي تدمجها بعض المؤسسات في نظام العمل الأساسي لها. 

وقد أصبح العمل عن بعد من أكثر الأساليب انتشارًا ووجد إقبالًا من شركات التقنية التي تسعى إلى الاستفادة من بعض الامكانيات الخارجية؛ مما اتاح للمرأة أن تستفيد من فرص العمل عن بعد سواء من المنزل أو من مراكز الاتصال عن بعد أو من المكاتب الفرعية بالرغم أنه ليس هناك تفضيل لنوعية العمل عن بعد لدى المرأة خاصة في الدول النامية إلا أن المرحلة العمرية هي التي تؤثر على قرارها، فالفتاة صغيرة السن أو من ليس لديها خبرة تفضل العمل في إحدى مراكز الرد على الهاتف، بينما المرأة الأكثر نضوجا والأكثر خبرة تفضل العمل من المنزل .

والعمل عن بعد يحافظ على توازن أفضل بين واجبات المرأة الشخصية وبين التزاماتها المهنية؛ ولكن الكثير من خبراء العمل عن بعد يرون أن العمل عن بعد ليس هو الحل لمشاكل رعاية الطفل ولكن يوفر للمرأة المرونة في الوقت خاصة عندما يمرض الأطفال. 

كما أن بعض النساء يرين أن الأطفال تعوق مسؤوليتهن نحو العمل عن بعد، لأن المرأة ترغب بالفطرة في البقاء مع أطفالها دون اللجوء إلى الحلول المنتشرة، كاستخدام المربية أو جليسة الأطفال أو إرسالهم في سن مبكر إلى دور الحضانات.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية وفق تقرير دقيق أن هناك ثلاث نساء قد تخلت عن مراكز مرموقة للغاية برواتب ضخمة في مؤسسات كبرى، عقب الحمل في أول طفل لهن وبالرغم من تحقيق سنوات طويلة من الكفاح، وقد لجأت إليهن تلك المؤسسات للعمل عن بعد لما يتمتعن به من سمعة طيبة في تلك المؤسسات طوال فترة عملهن وبعد مكوثهن في المنزل لرعاية الأطفال اتضح لهن أن العمل عن بعد من المنزل والتوفيق بين أعمالهن ورعاية أطفالهن أفضل من التفرغ للمهنة حيث وجدن الراحة والسكينة.

كما أن العمل عن بعد يعتبر وسيلة رائجة لعودة المرأة إلى ممارسة حياتها المهنية بعد انقطاعها عن العمل بعد الانجاب أو رعاية الأطفال؛ وفي دراسة أجريت عن العاملات من المنزل تبين أن جميعهن بعد تركهن العمل المهني في المؤسسات والعمل مع تلك المؤسسات عن بعد قد عزز الشعور لديهن بالاستقلال والثقة بالنفس.

وفي تقرير للمفوضية الأوروبية أن العمل عن بعد يعتبر وسيلة هامة تلائم المرأة المسؤولة عن رعاية الأطفال ويجعلها تحافظ على التوازن والتوفيق بين أعمالها وبين رعاية الأسرة وخاصة رعايتها للأطفال.

العمل عن بعد يعزز من مبدأ هام وهو أن مكان المرأة هو منزلها وأن مهنتها الأساسية في الحياة أن تكون زوجة وأما لأطفالها.

وعلى المستوى الاجتماعي  هناك حاجة ضرورية وملحة أن نجد موارد تدعم المرأة العاملة لفتح مجالات عمل جديدة لها مثل مؤسسات رعاية الأطفال وبرامج التدريب.

وفي سوق العمالة يجب أن يتبنى أصحاب الوظائف تمثيل المرأة في جميع أنواع الوظائف وإعادة تصميم الوظائف لهن بحيث لا يكون مقتصر على العمل بعض الوقت أو الذي يتطلب مهارة بسيطة بل يصبح اختياريا للنساء والرجال وعلى كل مستويات المنظمات.

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد