مقالات وتدوينات
(0)

التنمر الإلكتروني والذكاء العاطفي

1,118 قراءة
2 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/09/10
الردود
2


منحت الأجهزة الإلكترونية المراهقين طرقًا جديدة للتواصل الاجتماعي، مما أدى إلى إتاحت نوع جديد من التفاعلات السلبية وهو ما يعرف باسم التنمر الإلكتروني ويشمل مضايقة الآخرين أو ترهيبهم أو تهديدهم أو إيذائهم ومع مرور الوقت قد لا تستطيع الضحية الدفاع عن نفسها بسهولة، وعلى الرغم من أن العواقب النفسية للتنمر الإلكتروني تبدو مشابهة جدًا لتلك الناتجة عن التنمر التقليدي إلا أنّ التنمر الإلكتروني يُعد أكثر تعقيدًا من التنمر التقليدي لعدة أسباب منها ضِعف الإشراف الأبوي وسهولة الوصول للضحيّة والانتشار السريع بين الجميع.

 

وقد أظهرت دراسة أجريت عام ٢٠١٧ أن الطلاب الذين تعرضوا للتنمر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، كما أن له أثر سلبي بالغ على ثقة الفرد بنفسه وتقديره لذاته لا سيما بمرحلة المراهقة؛ ولما لمرحلة نضوج المراهق من حساسية بالغة فقد يسهم العدوان السيبراني في خلق الكثير من المشاكل النفسية والبدنية على حدٍ سواء.

 

بدأ بعض الباحثين في دراسة العلاقة بين التنمر الإلكتروني والذكاء العاطفي، ويُعرف الذكاء العاطفي بأنه "القدرة على مراقبة المرء لمشاعره ومشاعر الآخرين، والتفريق بينها، واستخدام هذه المعلومات لتوجيه تفكير وأفعال الفرد"،  وطرح "سالوفي وماير" نموذجًا ذا أربعة فروع للذكاء العاطفي والذي يُبرز أربعة من مجالات المهارات ذات العلاقة: 

(أ) القدرة على إدراك المشاعر بدقة

(ب) القدرة على استخدام المشاعر لتسهيل التفكير والتعليل 

(ج) القدرة على فهم المشاعر، وخصوصاً لغة المشاعر

(د) القدرة على تدبير المشاعر في كل من نفسه وفي الآخرين

 

حيث أشار الباحثون إلى احتمالية إسهام الذكاء العاطفي في تخفيف الآثار السلبية المحتملة للعدوان عبر الإنترنت، فالأشخاص ذوي الذكاء العاطفي المرتفع أكثر قدرة من أقرانهم على فهم وتفهم مشاعرهم الخاصة كما أنّهم أكثر قدرة على التعبير عنها؛ لذلك فإن الذكاء العاطفي يلعب دورًا رئيسيًا في التكيف النفسي في مرحلة المراهقة، وقد أجريت دراسة عام ٢٠١٤ تُظهر أن المراهقين ذوي الذكاء العاطفي المنخفض أكثر عرضة ليصبحوا ضحايا العدوان السيبراني.

التعليقات (2)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد