مقالات وتدوينات
(0)

الذكاء الاصطناعي في كوريا الجنوبية

1,446 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/09/13
الردود
0

تُعد كوريا الجنوبية ثالث أكبر عدد براءات اختراع لـ«الذكاء الاصطناعي»، وأفادت وكالة تشجيع المعلومات والإتصالات لكوريا الجنوبية إن الشركات المحلية تقدمت بأكبر عدد من براءات الاختراع المتعلقة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي خلال الـ12 سنة الماضية، في حين احتلت الولايات المتحدة المرتبة رقم 1 من حيث براءات الاختراع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، تليها اليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا والصين وفرنسا وهولندا، وتركز أساسًا براءات الاختراع في كوريا الجنوبية على تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي للهواتف النقالة وحلول الإتصالات اللاسلكية؛ حيث قامت شركة سامسونج للإلكترونيات بتقديم معظم براءات الاختراع المتعلقة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من بين الشركات الكورية الجنوبية والتي بلغت 3188، تليها شركة إل جي إلكترونيكس بـ889.


ومن أبرز التطبيقات العملية على الذكاء الاصطناعي في كوريا الجنوبية تجده في مطار إنتشون الدولي، فهناك فريق لطيف لمساعدتك في إيجاد بوابة الطائرة، أو مرافقتك إلى قاعة تبحث عنها، ورغم أن كل أفراد هذا الفريق مدربون بشكل جيد، ويتصرفون بطريقة لطيفة، ويتحدثون أربع لغات، إلا أنهم ليسوا جيدين بشكل كاف في تبادل الحوارات، وذلك لأنهم مجرد أجهزة آلية.

ويعمل هذا الطاقم الآلي، الذي تم تطويره من قبل شركة إل جي للإلكترونيات -عملاق التكنولوجيا الكورية- في المطار إلى جانب الطاقم البشري منذ شهر يوليو 2017، وتتحرك هذه الروبوتات بشكل مستقل لمسافة أربعة أمتار على قاعدة ذات عجلات، وتقدّم المعلومات للجمهور بأحرف مضيئة على شاشة "إل سي دي" مسطحة، ويتلمس الروبوت طريقه باستخدام كاميرات، وصور إشعاعية، وحساسات تعمل بالليزر، ويمكنها كذلك تمييز الصوت ونوع اللغة، بالإضافة إلى روبوت يدعى "ميثود-تو" الذي صنعته شركة هانكووك ميراي للتكنولوجيا، وهو أول روبوت مزود بقدمين، ويقوم بتشغيله إنسان من الداخل.

وهناك أيضًا "دي آر سي-هوبو" وهو رجل آلي يشبه البشر وله قدرات تمكّنه من تحويل شكله، وصمّمه المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا، وقد حاز به على جائزة التحدي الآلي التابعة لوكالة أبحاث الدفاع المتقدمة لعام 2015.

كما طورت شركة "إل جي" نوعًا آخر من أجهزة الروبوت للمطار، وهو عامل نظافة يستخدم تكنولوجيا تحديد الأماكن، وتجنب المعوقات، ليحدد أكثر الممرات استخدامًا ويحافظ على نظافتها.

ومن ثم فإن كوريا الجنوبية تعد بيئة مثالية لتطوير الاختراعات التكنولوجية المتقدمة، وسوقًا مهمًا لها أيضًا؛ فقد باعت كوريا الجنوبية عام 2016 أكثر من 41 ألف روبوت، وهي بذلك تحتل المرتبة الثانية عالميًا -بعد الصين- في مبيعات الروبوت، بحسب الاتحاد العالمي لصناعة الروبوت، ويمثل هذا الرقم تقريبًا نصف ما باعته الصين التي يزيد عدد سكانها عن كوريا الجنوبية بنحو 25 مرة، وتزيد مساحتها أيضًا بنحو 95 مرة ؛ حيث تتمتع كوريا الجنوبية بأعلى كثافة لأجهزة الروبوت المستخدمة في الصناعات في العالم، فهناك 631 عاملًا آليًّا في قطاع الصناعة من بين كل عشرة آلاف موظف بشري، بحسب تقرير للاتحاد العالمي لصناعة الروبوت، وفي قطاع المركبات هناك 2145 موظفًا آليًّا من بين كل عشرة آلاف موظف بشري.


في هذا الإطار تعمل شركة "إل جي" على سبيل المثال على تطوير أنواع أكثر من الروبوتات التي يمكنها المساعدة في المنزل، بداية من أنشطة مثل جزّ العشب إلى التجهيزات الكهربائية بشكل مستقل، وفي الفنادق ومراكز التسوق والسياحة والأماكن العامة الأخرى.


كوريا الجنوبية نموذج عالمي في التعليم

ولعلّنا نذكر نبذة عن التعليم في كوريا؛ لارتباط تطوّر وتقدّم الشعوب بعمليّة التعليم والمستوى العلمي الشائع بينهم...

تتمتع جمهوريّة كوريا الجنوبيّة باقتصاد قوي، وتحتل المرتبة الـ12 على مستوى العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي، وتعتبر ضمن أسرع الاقتصادات نموًّا منذ عام 2000م، وتعتبر التجربة الكوريّة الجنوبيّة في مجال التنمية نموذجًا يُحتذى به، في عدّة محاور ويأتي أهمّها محورا الصحة والتعليم.

إنّ النجاح الذي حقّقته كوريا الجنوبية يعود إلى اهتمامها الكبير بالتعليم، حتى أصبحت تجربتها نموذجًا عالميًّا في هذا القطاع الحيوي، ونذكر هنا أنّ ميزانية التعليم في كوريا الجنوبية تبلغ 29 مليار دولار سنويًّا وهي نسبة تقارب 25 في المئة من ميزانية الدولة السنوية، إضافة إلى أنّ الحكومة الكوريّة تولّي المجالات المرتبطة بالتعليم اهتمامًا كبيرًا؛ حيث تخصص 2.6 في المئة من الدخل الإجمالي السنوي البالغ نحو 900 مليار دولار لمجال البحث العلمي أي نحو 23 مليار دولار وهو مبلغ ضخم يعادل ميزانية بعض الدول، لكن إذا نظرنا إلى الصناعات الكورية الجنوبية لعرفنا السبب وراء تفوقها.

بالإضافة إلى أنّ الحكومة في كوريا الجنوبية تدعم فقط مجانية التعليم الابتدائي، لكنها لم تترك بقية السلّم التعليمي دون مسؤولية؛ إذ أنّها ألزمت الشركات الكبرى والمؤسسات الصناعية بتمويل مرحلتيْ المدارس الإعداديّة والثانويّة للطلاب غير القادرين على دفع رسومها الرمزيّة، وفي الأمر حكمة حيث ترغب الحكومة في أن تعزّز مسؤولية الشركات والمؤسسات الكبرى تجاه المجتمع، لتتحمل الحكومة فقط 35 في المئة من ميزانية التعليم توجه كلها للتعليم الابتدائي.

وقد بلغ اهتمام كوريا الجنوبية بالتعليم حدودًا غير مسبوقة سهلت على المعلم أن يصبح مليونيرًا؛ حيث يدرس أغلب الطلاب الكوريين الجنوبيين بأسلوب مزدوج، فمعظمهم يحضرون الدروس نهارًا في المدرسة، ثم يتابعون تعليمهم على الانترنت في مواقع وبوابات لتكون قناة تواصل بعد ساعات الدوام في المدرسة، بعد أن اصبحت مواقع الإنترنت التعليمية قطاع كبير تبلغ قيمته 20 مليار دولار، وهذا التفاني من أجل تعليم جيد، أسهم في ارتقاء كوريا الجنوبية إلى مصاف الدول الأكثر تطوّرًا في العالم بالرياضيات والعلوم والآداب.


 أ/ اماني محمد إمام

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد