مقالات وتدوينات
(5.0000)

اتفاقيّة استخدام الإنترنت

980 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/09/16
الردود
0

أضحت التقنية جزءًا لا يتجزأ من الحياة؛ حيث دخلت في كافّة المجالات وتكاد تكون كل وسائل التعليم والترفيه والإعلام والعمل مرتبطةً بالتقنية، وما " الحياة في زمن كورونا " إلا دليل على أن التقنية جزء أساسي في العالم اليوم.


 يشهد جيل الرقمنة (و هو الجيل الذي ولد وترعرع في ظل التكنولوجيا والهواتف الذكية و الإنترنت بحسب د.رامي عبود) ثورة جديدة؛ حيث أن هذا الجيل تميّز بكون الإنترنت مسلّمة من مسلمات حياته مثل الماء والكهرباء وهذه الميزة نقلت البشرية لأفقٍ جديدة في نمط الحياة والعمل.

إلا أن هذا الجيل هو الجيل البشري الأول الذي يصطدم بمشاكل التقنية التي تؤثر سلبًا على الصحة النفسية والجسدية ومشاكل اجتماعية لا حصر لها ولم يسبق أن تعامل معها البشر؛ مما يزيد من خطورة وتعقيد هذه المشاكل. 

وبطبيعة الحال فالآثار السلبية للاستخدام الخاطئ للتقنية على الأطفال أكثر من غيرهم؛ حيث أنه من الصعب أو يكاد يكون من المستحيل عزل الأطفال 100% عن الأجهزة المتصلة بالإنترنت سواء أجهزة الأطفال الشخصية أو هواتف ذويهم أو الأجهزة المنزلية وهذا يخلق ضرورة ملحّة على الوالدين بتوعية أطفالهم حول الإنترنت كعالم.


مفاهيم يفضل شرحها للطفل من قبل الوالدين قبل ولوج الإنترنت وأحبذ صعود السلم من أوله:


1- (ما هو الإنترنت): قد يكون تعريف الإنترنت بديهيًّا لدى الوالدين لكن قد تكون جديدة كليَا على الطفل، لذا من المهم جدًّا شرح فكرة الإنترنت وتطوره واستخداماته، وتوصيل فكرة أن العالم أجمع يتحول رقميًّا مع ضرب الأمثلة الواقعية.

2- (سلاح ذو حدين): توضيح أن الإنترنت ليس سيئا في ذاته بل هو نافع وجيد لكنه يقف على الاستخدام الصحيح أو الخاطئ.

3- (الإنترنت عالمك): يُشرح للطفل أن الإنترنت مثل المدرسة والحديقة والبقالة فهو عالم افتراضي ويجب أن نتصرف فيه كما نتصرف في العالم المادي من ناحية الحذر والأدب والبعد عن الغرباء واستئذان الوالدين واللعب في أماكن معروفة وبرقابة، هذه الفكرة قد تسهل فهم هذا العالم.

4- (سريعٌ كالصاروخ): الإنترنت سريع جدًّا في تغيره وتطوره، قد تشرح للطفل ميزة محددة أو تحذيرًا معينًا ما تلبث أن يتغير، وضّح لطفلك أن الإنترنت سيتطور ويتغير بطرق لا نتخيّلها اليوم، واضرب له أمثلة من الاستخدامات السابقة للتطبيقات والميزات. 

5- (الإنترنت لا ينسى): النسيان نعمة عظيمة - وإنني احمد الله الكريم أنّ طفولتنا وشغب مراهقتنا قد ذهبت ونسيناها- لكن الإنترنت لا ينسى ويحفظ كل ما يُكتب، وهذا امرٌ يجب ذكره والتأكد من أنّ أطفالنا قد فهموه جيّدًا، لأنني آسى على البعض الذي يشارك محتوى عن ذاته (فيديو لمزاح أو مقلب أو نقاش) ثم يكبر ويتغيّر إلى الأحسن إلا أن المحتوى القديم الذي شاركه أضحى أداة للمتنمرين الذين يتفنّنون في إظهار ماضيه في كل مناسبة وتذكيره بلحظة كُتب لها الخلود.

لذا يجب أن تُشرحُ للطفل قاعدة هامة جدًّا وهي أن المحتوى الذي تشاركه مع العامة لن يحذف بل سينتشر كالنار في الهشيم وسيلاحقك للأبد مهما حاولت أن تصبح إنسانًا أفضل (ولنا في النبش في التغريدات القديمة للمسؤولين والمشاهير خير مثال).

كما يجب تنبيه الطفل على عدم مشاركة أي فيديو أو صورة أو تعليق قبل التأكد من صلاحيته من قبل والديه أو البالغين، مما يحقق له الحماية على المدى القريب والبعيد؛ حيث إن الإنترنت لا يمحي ولا يمكن السيطرة على انتشار المحتوى فيه.

6- (بوابة للأحلام): يوضح للطفل أن الإنترنت عالم يستطيع فيه التعلم والإنتاج؛ حيث يستطيع الوصول لأي معلومة واكتساب أي مهارة وتعلم لغة جديدة واتقانها في سن باكرة مما يعزز فرصتك لكسب المال وبدء المسار المهني مبكّرًا، فالإنترنت يدعم الخيال ويُعزّز المعارف ويوصلك بإذن الله للنجاح.


اتفاقية الإنترنت

جاء مقترح في تويتر في حوار بين د.محمد الحاجي والمهندس مدحت عامر بتوقيع اتفاقية بين الطفل والوالدين فيها شروط استخدام الإنترنت وعقوبات المخالفة مفصّلة و يجب أن يفهمها ويوقع عليها وهي مفيدة من ناحية تعليم الطفل تحمل المسؤولية وإدارة وقته واستخدامه للإنترنت بالشكل الصحيح.

الاتفاقية موجهة للطفل وتم اقتراح الآتي: 


  1. استخدامك للتطبيقات سيكون حسب التصنيف العمري المناسب لك (مثال: العمر المناسب لاستخدام سنابشات 16 سنة حسب الموقع الرسمي للشركة).
  2. البريد الإلكتروني الذي تستخدمه في الإنترنت هو إيميل عائلي يستطيع والديك الاطلاع عليه.
  3. لن يزيد استخدامك للإنترنت كافة عن ساعتين يوميًّا.
  4. استخدامك للإنترنت سيكون بمراقبة لصيقة من والديك أو أحد الراشدين.
  5. عدم مشاركة معلوماتك الشخصية (اسمك - عمرك - موقع السكن - وظيفة والديك - مشاكلك الخاصة - معلومات عن أسرتك - صورك) مع المجهولين في الإنترنت.
  6. عدم التحدث مع المجهولين عبر الإنترنت أو من تعتقد أنك تعرفه فقد يكون منتحلًا للحساب (مثلا شاب كبير يضع صورًا لطفل أو يتحدث كطفل في مواقع التواصل الاجتماعي).
  7. تقييد الوصول للمحتوى في كل وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب (يمكن للوالدين من خلال الإعدادات التحكم بالمحتوى الذي يصل له الطفل بحسب سِنّه وذلك لحمايته من المحتوى الجنسي أو العنيف والإجرامي).
  8. تعلم مهارة معينة في جزء من وقتك اليومي في الإنترنت (مثلًا الوقت اليومي هو ساعتين، يستخدم نصف ساعة منها لتعلم التصميم).
  9. وضع جدول خاص بالمخالفات وعقوبتها مفصّلة (العقوبات معنوية كالحرمان من الجوال فترة محددة، أو تحميل الطفل مسؤوليات منزلية أكثر مثل العناية بالحديقة أو المساعدة في المطبخ).


ختامًا ... سلامة الأطفال أثناء استخدام الإنترنت هي مسؤولية الوالدين فقط، ليست مسؤولية صانع المحتوى أو شركات التطبيقات أو الحكومة، لذا تصرّف فيما تستطيع تغييره والتحكم به وساهم في جعل العالم مكان أفضل لأطفالك.


مشاركة : شهد السويلم


المراجع:

كتاب (ديجيتولوجيا: الإنترنت) د.رامي عبود.

توصيات الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت المقام من 15 إلى 17 شهر صفر 1438هـ..

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد