الموت البطيء
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/10/07
|
الردود |
0
|
ما الذي دار في ذهنك عند قراءتك للموضوع "الموت البطيء"؟ هل اعتقدت بأنه مرضٌ قاتل أم سمٌّ يُميت بالتدريج؟
هل أخبرك ما هو؟ الموت البطيء هو عندما تتعرّض إلى الإساءة والسخرية بشكلٍ يومي، عندما تفقد نفسك وشخصيّتك وحرّيتك وكل حياتك، عندما تقع في دوّامة التنمّر وتكون أنت احد ضحاياه الصامتة.
هل يستحق التنمّر أن يشبّه بالموت البطيء؟
في الحقيقة لم أجد أبلغ من هذه الكلمتان لتوصيل معنى آثار التنمّر النفسية والجسديّة، فالضحيّة المتعرِّضة للتنمّر تكون صامتة بالعادة وتمتص كل ما تتعرّض له يومًا تلو الآخر، إلى أن تصل درجة الثورة والانفجار عن طريق إيذاء نفسها كالانتحار أو إيذاء المتنمّرين بالرد عليهم بما يتناسب مع مستوى تنمّرهم.
وكما نرى إنّ ظاهرة التنمّر أصبحت متزايدة وذلك من خلال تقدير ما توصّلت إليه الدراسات والاحصائيّات في المملكة العربية السعودية التي أظهرت أنّ 25% من المراهقين و 47% من الأطفال يتعرّضون للتنمّر، وهذا العدد غير بسيط؛ لذلك لا بد من وقفة أمام هذه القضيّة وكسر حاجز الصمت المُميت.
فما ذنب طفل بريء تُقتل طفولته وتكبر معاناته، ومراهق تتحطّم أحلامه أمام عينيه، وفي وقتنا الحاضر ليس الاطفال والمراهقين وحدهم من يتعرّضون للتنمّر، بل أصبحت هذه الظاهرة منتشرة في كل مكان، في الشارع ومقرّات العمل وغيرهم.
إذا اردنا أن نقوم بحل هذه القضيّة يجب علينا أوّلًا الاعتراف بوجودها وعدم التكتّم والسكوت عنها، ومن ثم لا بد من وضع روادع وقوانين صارمة، لكل متنمّر حتى لا يجرأ من بَعدَه بتقليد أفعاله السيّئة، ومن ناحية أخرى مساهمة الجميع في التوعية وتغيير العداات الخاطئة وتعزيز ثقافة احترام الغير، وعدم التقليل من شأن الىخرين، والحث على الحوار الايجابي والبعد عن الحوار السلبي.
والأهم من كل ذلك "الوالدان"... فيجب عليهما تربية أبنائهم في بيئة تسودها المحبّة والألفة، وزرع الثقة بالنفس وعدم السكوت عن الخطأ؛ حتى لا يكونوا أحد ضحايا التنمّر، وأيضًا احترام الآخرين وعدم مضايقتهم بأيّ شكلٍ من الأشكال، حتى لا يصبح ابناؤهم متنمّرين على الغير.
نورة ناصر الخالدي
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...