مقالات وتدوينات
(0)

رحلة في عصر توقّفت فيه الرحلات

434 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/10/10
الردود
0



هذه الأيام ينشغل العالم بأسره بفايروس كورونا المستجد، ومنذ أن اجتاح هذا الفايروس العالم اتخذت بعض الحكومات قرار تقليص نطاق العمل أو توقيف العمل لفترة فمثلًا: تعطّلت حركة الطيران على شركات الخطوط الجويّة لأسباب احترازيّة، لكن هذا لا يمنعنا بأن نأخذ رحلة إلى العالم البعيد وتحديدًا عام 2040م، أمّا الآن عزيزي القارئ ستبدأ رحلتنا، فنرجو أخذ احتياطاتك الأمنيّة وربط حزام الأمان.


نحن الآن في عالم مثالي خالٍ من المشاكل التي تعتمد بشكلٍ كبير على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مبني على التصميم الحضري، أدّى اقتصاد هذا العالم المرتفع والرعاية الصحيّة الممتازة إلى تزايد عدد المواليد نسبةً إلى الوفيّات، ومع ذلك يتمتّع الجميع بحياة مثاليّة.


وبالنظر إلى مدن هذا العالم المبنية على التصميم الحضري، فمن المؤكّد أن اختلاط الناس مع بعضهم البعض سيكون أكبر؛ حيث أن أحد أهم مبادئ التصميم الحضري هي وفرة المساحات التي تساعد الإنسان على ممارسة الأنشطة اليوميّة المختلفة بسعادة وأمان كالذهاب إلى الأسواق المركزيّة مشيًا على الأقدام، وفي هذه المدن يكون الفرد قادرًا على تكوين علاقات اجتماعيّة مختلفة وكثيرة بسبب اختلاطه بالناس في الطرقات أو الأماكن العامّة.


التكنولوجيا معقّدة إلى حد التنافس مع العقل البشري، فالآلات قادرة على حل جميع مشاكلنا، إنها تُزاول العمل وتشكّل نصف القوى العاملة في الشركات، ولطالما تساءلنا... هل سيفقد البشر وظائفهم؟ بالطبع لا غنى عن البشر، ستظل هذه الآلات تحتاج إلى البشر لتطويرها، لذلك تدور معظم الوظائف في هذا العالم حول كيفيّة تطوير هذه التكنولوجيا لخدمة الناس وتسهيل حياتهم؟


لن تتوقّف الفيروسات عن التطوّر والانتشار في هذا الوقت، لكن سرعة انتشارها ستزداد بسبب ارتفاع عدد السكّان مما يؤدّي إلى اختلاط الأشخاص مباشرة مع بعضهم البعض يوميًّا، ولأن الرعاية الصحيّة ممتازة والأطباء متوفّرون في جميع الأوقات، انتشار الفيروسات بأنواعها لا يشكّل قلقًا كبيرًا لدى الناس، وذلك بسبب معرفتهم بتوفّر العلاج والحصول عليه مباشرة عند ذهابهم إلى المستشفى.


ارتفاع كفاءة التكنولوجيا في هذا العالم اختصر الوقت والجهد وكذلك التكلفة، فبدلًا من أن تستغرق دورة انتاج اللقاح شهور عديدة لاكتشاف الفايروس وتحليله ومعالجته وتطويره، أصبحت تتم في أقل من ثانية وبدقّة متناهية، ويسمّى هذا العلاج بـ"ضاد" وهو عبارة عن لاصق واقي شفّاف يشبه الضمادة في الشكل واللقاح في الوظيفة، يتم وضعه في أيّ مكان في الجسم فهو مدعوم بقاعدة بيانات تحتوي على معلومات عن جميع الفيروسات الجائحة الموجودة تاريخيًّا، وكذلك تكشف عن الفيروسات المستجدّة بحيث عندما يُصاب الشخص بفايروس ما فإن اللاصق يوَلّد مباشرة جسيمات مُضادة لقتل هذا الفايروس، مما يُساعد في انقاذ الحياة البشريّة من الامراض الجائحة، ويساهم في استمراريّة سير الحياة بشكلها الطبيعي ودون أي تعطّل.


والآن عزيزي القارئ استعد للهبوط فها نحن قد وصلنا إلى عامنا 2020م؛ حيث أن فايروس متناهي الصغر لا يزال يخيم بظلاله على العالم أجمع، يعاني الناس من الازمات الصحيّة والاقتصادية، لا يعلم متى سيتم القضاء عليه كليًّا إلا عالم الغيب، وفي الختام إن ما تم ذكره في هذه المقالة ما هو إلا قليل من كثير سيحتويه العالم البعيد القادم، والذي يحمل في طيّاته العديد من المزايا التي تعمل على تحسين نمط حياة الإنسان، ونأمل كفريق بحثي لهذه الرحلة أن تفتح هذه المحنة – فيروس كورونا "كوفيد19"- أُفقًا جديدًا للمبتكرين في المجال الصحي بتوفير هذا النوع من العلاج.

والسؤال... هل أفكار عام 2040م ستتخطّى العشرين عامًا لتتحوّل إلى حقيقة في عامنا هذا؟


جمانة وليد بوشليبي – نورة علي المجحد


التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد