مقالات وتدوينات
(0)

العمل عن بُعد

1,054 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/10/25
الردود
0



العمل عن بُعد هو العمل من المنزل أو أي مكان آخر خارج مقر الشركة؛ حيث يمكن أن يعمل الموظّف لعدّة أيّام من الأسبوع أو أن يعمل بشكلٍ دائم عن بُعد، ولا يحضر لمقر الشركة إلا لحضور الاجتماعات المهمّة والأحداث الخاصّة، وفي الفترة الأخيرة توفّرت تطبيقات الاجتماعات بالصوت والصورة ولم يعد من الضروري حضور الموظّف إلى مقر عمله.

فبين ليلة وضحاها أصبح العمل عن بُعد هو التيار الرئيسي لمزاولة الأعمال، وشجّعت الشركات في جميع أنحاء العالم موظفيها على العمل من المنزل؛ لإعطاء الأولويّة لصحة وسلامة القوى العاملة والمجتمعات ككل وسط فايروس كورونا، وقد يكون العمل من خلال هذا التغيير السريع أمرًا صعبًا، إلا أنّه لا بد منه لمجابهة الكوارث التي تطرأ؛ حتى لا يتوقّف العمل.


يسمح العمل عن بعد بزيادة المرونة والاستقلاليّة للموظّفين، ووفقًا لشركة Inc يخطط تسعة من كل عشرة عمّال يعملون عن بُعد للاستمرار بذلك بقيّة حياتهم المهنيّة؛ حيث تعمل التكنولوجيا مثل برامج المؤتمرات على إبقاء الأشخاص على اتصال بالسماح لهم بعقد الاجتماعات واستكمال المشاريع من أيِّ مكان وفي أيِّ وقت، ولكن ليس فقط الموظّفون هم المستفيدون، فقد بدأ أصحاب العمل بالنظر إلى العمل عن بُعد باعتباره جزءًا مهمًّا في توظيف المواهب العُليا والاحتفاظ بها، والحفاظ على القدرة التنافسيّة في مجالهم، وانخفاض معدّل دوران الموظّفين ورفع مستوى رضاهم، بالإضافة إلى زيادة الإنتاجيّة والاستقلاليّة، كما أنّه يعمل بصورة ممتازة على توفير أموال الشركة التي تُستهلك في دفع فواتير الكهرباء والماء وغيره، وتوفير مساحات للعمل.


كما أنّه هناك الكثير من المزايا للموظّفين أيضًا بخلق توازن بين العمل والحياة الاجتماعيّة؛ حيث أصبح الحفاظ على التوازن الصحّي بين العمل والحياة الاجتماعيّة من أهم أولويّات العديد من الموظّفين، لما له من دور عظيم في زيادة الإنتاجيّة، وتحكم أكبر في بيئة العمل، والقدرة على توفير الوقت لممارسة الهوايات وقضاء وقت أكبر مع العائلة، على سبيل المثال لا الحصر، ووفقًا لتقرير Gallup's State of American Workplace: "تحدث زيادة المشاركة المُثلى عندما يقضي الموظّفون حوالي ثلاثة إلى أربعة أيّام في العمل خارج مقر العمل".


تقديم العمل عن بُعد يجعل الشركات أكثر تنافسيّة بغض النظر عن أهداف المنتج أو مهام العمل، فإن الأشخاص هم الذين يقودون نجاح الأعمال، وبسبب ذلك تُعد القدرة على جذب المواهب العليا والاحتفاظ بها من العناصر المميّزة في عالم الأعمال التنافسي اليوم، ويمكن أن يلعب العمل عن بعد دورًا إيجابيًّا في هذا المجال، ممّا يوفّر شعورًا بالتقدير الشخصي بين صاحب العمل والموظّف.


إنّ مفهوم العمل من أيّ مكان وفي أيّ وقت هو حال العمل المستقبليّ؛ حيث ستصبح التكنولوجيا أكثر تقدّمًا وتقرّبنا من بعضنا البعض عبر الدول والقارات المختلفة، ليس بالقرب الجسدي ولكن بالقرب التفاعلي، وقد يكون التفاعل أكبر مقارنة بالعمل التقليدي، فقد حان الوقت لأصحاب العمل والموظّفين على حدٍّ سواء؛ لاحتضان عالم العمل الجديد والنظر في مزايا العمل عن بُعد.


دثار عيسى محمد عبدالله


التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد