التنمر الإلكتروني
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/10/26
|
الردود |
0
|
في حين أن الجهود موجهة للحد من التنمر المباشر وغير المباشر بأشكاله التقليدية: اللفظي والجسدي والعاطفي، إلا أن وجود شكل آخر من أشكال التنمر لا تقل أهمية عن الأشكال الأخرى هو التنمر الإلكتروني والذي يستخدم فيه الفاعل (المتنمر) الوسائل الإلكترونية في فعلته ضد الآخرين، ونجد أن ثقافته تقل أو تكاد تكون معدومة بين أوساط المجتمع، المدرسة و الأسرة، لذلك كان هذا الموضوع لتسليط الضوء على ماهية التنمر الإلكتروني وأساليبه والأضرار الناتجة عنه ودور كل من الأسرة والمدرسة والمجتمع في علاج التنمر الإلكتروني.
تمهيد
تتجاوز خطورة التنمر الإلكتروني خطورة التنمر التقليدي؛ لكون التنمر الإلكتروني يُخفي الفاعل بالإضافة إلى كون مادة التنمر موجودة في بعض الأحيان على الشبكة المعلوماتية، والأكثر خطرًا أن هذه المادة تنتشر انتشارًا واسعًا ليس له حدود مكانية أو زمانية، وهذا يعني أن التنمر الإلكتروني ليس له زمن للنهاية.
ما هو التنمر الإلكتروني؟
يقصد بمعنى التنمّر الإلكتروني: السلوك العدواني وغير المرغوب فيه والذي يقوم على استخدام شبكة الإنترنت لإلحاق الأذى بالآخرين والإساءة لهم؛ من خلال نشر أو مشاركة محتوى سلبي وضار عن شخص ما، ويتضمن مشاركة وتبادل المعلومات والصور الشخصية لشخص مما يعرضّه للسوء والإهانة والإحراج، كما تتضمن مهاجمة الأشخاص وتهديدهم وغير ذلك، وذلك من خلال استخدام الأجهزة الرقميّة مثل الهاتف المحمول، والحاسوب، والرسائل النصية، والتطبيقات، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات وغير ذلك الكثير.
أنواع التنمر الإلكتروني
هناك عدّة أنواع من التنمّر الإلكتروني التي يستخدمها الأشخاص لإلحاق الآذى بالآخرين، و منها:
- المضايقة: وذلك من خلال ارسال رسائل غير مهذبة ومُهينة ومسيئة للآخرين، أو كتابة تعليقات من هذا النوع.
- تشويه السمعة: وذلك من خلال ارسال معلومات مزيّفة وغير صحيحة عن شخص ما، أو مشاركة صورة بهدف السخرية ونشر الشائعات حوله.
آثار التنمر الإلكتروني على الأفراد
مع اتساع دائرة التنمّر الإلكتروني أصبح يشكل تهديدًا حقيقيًّا على الأشخاص الذين يتعرضون له، فطالما أن الضحايا لديهم القدرة على الوصول إلى الهاتف أو شبكة الإنترنت فهم معرضون للإساءة والأذى من المتنمرين، وبالتالي فهم يشعرون بالخوف والقلق دائمًا، وربما يؤدي بهم الأمر إلى التفكير بالانتحار وربما الانتحار فعليًّا، فالعيش في الخوف والخجل هو أمر خطير جدًّا يخلّفه التنمر الإلكتروني.
أضرار التنمر الإلكتروني
أشكال متعددة للتنمر الإلكتروني ينتج عنها أضرار مختلفة الدرجات، وأغلب الدراسات التي أجريت كانت على طلاب المدارس وفئة المراهقين بالتحديد؛ حيثُ تكون التغيرات النفسية والجسمية لديهم في أوجها وتعرضهم لصدمات عاطفية كبيرة، واستعدادهم للقيام بأية ردة فعل اتجاه الطرف المتنمر، ونذكر بعضًا من هذه الأضرار:
- يؤدي إلى تفكير الضحية في المشكلة مما يسبب له تأخر دراسي أو فقدان عمله أو بعض علاقاته الاجتماعية.
- العزلة عن المجتمع المحيط.
- التشهير بالآخرين والسخرية منهم.
- في الغالب يتسبب المتنمر بالإيذاء النفسي للطرف الآخر.
اساليب علاج التنمر الإلكتروني
تعدد مصادر التنمر الإلكتروني مثل المدرسة والمجتمع، والمحيط القريب ومصادر بعيدة، كان على كل جهة ذات علاقة بالأمر وضع تعريف يتناسب وطبيعة الفئة العمرية والبيئة المحيطة، فالأسرة تعرف أبنائها على التنمر بأسلوب يفهمه الأبناء، وعلى قواعد ضبط استخدام الإنترنت وآلية التواصل مع الآخرين من خلال برامج التواصل المختلفة، كذلك المدرسة يجب أن تقوم بدورها اتجاه التنمر الإلكتروني.
- دور أولياء الامور:
1) مراقبة الأبناء عند استخدامهم للأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل المختلفة.
2) تحديد أوقات لاستخدام الأجهزة الإلكترونية وبرامج التواصل الاجتماعية.
3) أهمية إبلاغ أحد الوالدين في حال حدوث حالات تنمر إلكتروني مهما كانت.
4) استعراض المواقع الإلكترونية التي يزورونها باستمرار والتعرف على ماهية المادة التي تقدمها تلك المواقع.
5) وضع قوانين أسرية يمكن لها الحد من حدوث حالات تنمر إلكتروني مثل عدم الحديث مع أشخاص مجهولين، وعدم فتح أية رسالة من جهة مجهولة.
- دور المدرسة:
1) إعداد البرامج التوعوية الثقافية التي تشرح ماهية التنمر الإلكتروني.
2) إعداد فريق مدرسي مؤهل وقائي توضع له مهام يعمل على تحقيقها، ويعمل على جمع الملاحظات والظواهر التي تدل على وجود التنمر الإلكتروني بالمدرسة.
3) حث الطلاب وكسب ثقتهم في الإبلاغ عن حالات التنمر الإلكتروني التي قد يتعرضون لها.
4) زيادة الرقابة في الأماكن التي يمكن حدوث التنمر الإلكتروني بها بصورة أكبر من غيرها مثل الغرف التي يوجد بها أجهزة الحاسب ( معامل الحاسب – مراكز مصادر التعلم ).
- دور المجتمع:
1) شر الوعي بخطورة التنمر الإلكتروني بين أفراد المجتمع من خلال برامج توعوية.
2) التعاون مع الجهات ذات العلاقة مثل المعاهد المتخصصة والجامعات في إقامة الندوات.
جميع الأدوار مكملة لبعضها البعض وتؤدي إلى نتيجة إيجابية في حال تقديمها بشكل مناسب وفاعل بين مختلف الشرائح، وتقع المهمة على عاتق الجميع في حالات التنمر الإلكتروني وأن الأمر يتجاوز كونه أمرًا نادر الحدوث، ونجد أن الأطفال والمراهقين يتماشون مع التقنية والتطور التقني أكثر بكثير من البالغين، ولك أن تتخيل الاختصارات في التواصل التي يفهمها المراهقون في التواصل مع الآخرين من خلال برامج التواصل المختلفة.
كيف نتغلّب على التنمر الإلكتروني؟
1- التوازن بين الأصدقاء على الإنترنت والأصدقاء على أرض الواقع.
2- التحدث عن الموضوع مع شخص تثق به.
3- الاحتفاظ بالأدلة من رسائل أو صور مستخدمة ضدك.
4- الثقة بالنفس والتأكد بأنك لست وحدك ويمكنك التغلب على هذه المشكلة.
ختامًا
الإنترنت وثورة الاتصالات وتقنية المعلومات منحتنا وحققت لنا فرصًا لا يمكن أن تكون لولا وجود هذه التقنية التي لم تعد ترفًا بل ضرورة حياتية، لذلك علينا أن ندرك أهميتها والوقاية من خطرها الإلكتروني بصوره المتعددة.
ولتكون الفائدة أكبر والمعرفة أنفع لابد لنا من الاستخدام المتوازن للإنترنت والتقنيات المتعددة، فنحن نتعامل مع جيل حديث من التطور التقني الهائل، نعرف أبنائنا وبناتنا بأدوار كل منهم وما يجب عليهم فعله في حال تعرضهم لأي مشكلة إلكترونية مهما كانت والأساليب التي يستخدموها اتجاه ذلك، فالجيل الحديث يتعامل ويتفاعل مع التقنية بصورة سريعة وكبيرة كسرعة تطورها، لذلك من واجبنا نشر الوعي بينهم وتزويدهم بالبرامج الثقافية التي تحد من وقوعهم في التنمر الإلكتروني.
فوزية وازن السلمي |
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...