الإنجاز عن بعد
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/10/28
|
الردود |
0
|
بمجرد أن شاهدت صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وهو يترأس جلسة مجلس الوزراء التي عقدت عن بعد عبر الشاشات ، تخيلت تلك الصورة على الصفحات الأولى للصحف وعلى واجهات المواقع الإخبارية وقد كتب عليها العنوان الأبرز في ذلك اليوم " ها قد وصلنا للمستقبل " نعم وصلنا للمستقبل ليس فقط لأننا استخدمنا التقنية في عقد الاجتماعات عن بعد وإنما لاقتران ذلك بما تشهده الدولة في هذا الوقت بالذات من عمل دؤوب واجتماعات متلاحقة وقرارات سريعة وحاسمة أشاد العالم بأسره بمدى جودتها وفاعليتها في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد التي طالت العالم ، حيث لعبت التقنية هنا الدور الأبرز في إدارة ذلك العمل والمساعدة على سرعة ودقة تنفيذه . ذات العنوان استحضرته أيضاً وأنا أشاهد احتفال فريق الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي بعد نجاحهم في تشغيل أول قمة افتراضية في العالم لقمة العشرين الاقتصادية، وبلا شك فإن تنفيذ مثل هذه الاجتماعات والأعمال التي تمت عن بعد لم يكن لينسق خلال هذه الفترة الوجيزة لولا وجود بنية تحتية تقنية جاهزة لمثل هذه الاجتماعات والأعمال التي تنفذ والتي بناء عليها قرر مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات اختيار مدينة الرياض لتكون أول عاصمة عربية رقمية لعام 2020.
استجابة لضرورة التباعد الاجتماعي، اضطرت كثير من الجهات الحكومية والخاصة بمختلف أنواعها إلى التوجه للعمل عن بعد، فقد لاحظنا توجه الكثير من المعلمين وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات إلى استخدام المنصات التعليمية المختلفة، كما شاهدنا الكثير من اجتماعات الدوائر الحكومية أو الجهات الخاصة تعقد عبر الشاشات ، وتابعنا كيف أن الكثير من أقسام تقنية المعلومات في تلك الجهات قد عملت على إيجاد طرق الكترونية جديدة في متابعة ومراجعة واعتماد المعاملات ، كما رأينا قيام بعض الوزارات بإضافة خدمات إلكترونية جديدة غير تلك التي كانت تقدمها في السابق من خلال المواقع الإلكترونية، كل تلك الأمور حصلت في وقت وجيز وبسرعة ومرونة عالية وأدت إلى نتائج رائعة وكان تنفيذها في غاية السهولة وكل ذلك كما ذكرنا بسبب وجود بنية تحتية تقنية جيدة بالإضافة إلى تطور البرامج والمنصات الالكترونية التي تدعم كل تلك الأعمال وتوفر الرغبة لاستخدمها.
"ها قد وصلنا للمستقبل" لنكتشف اليوم أنه لم يكن من الصعب علينا استخدام التقنية في توفير الوقت والجهد والمال وفي المحافظة على البيئة وعلى الصحة العامة من خلال العمل عن بعد، لنكتشف أيضاً أن التقنية ليست مجرد ترفيه وتسلية بل هي أهم وأعمق بكثير بما تقدمه لنا من إمكانيات كبيرة ومرونة عالية وتوسع هائل في الطرق والخيارات، وأن ما تقدمه التقنية في خدمة البشرية لا حدود له وفي جميع المجالات وأننا باستخدامها وتوظيفها بشكل جيد سننجز مثل السابق وربما أفضل ، من هنا أستطيع أن أؤكد على أن شعار الجميع في المرحلة القادمة سيكون " الإنجاز عن بعد " وبقدر الإمكان باستخدام التقنية التي ستتغير بكل تأكيد نظرة الناس إليها وكما يقال رب ضارة نافعة ..
ماجد سعيد الزهراني |
التعليقات (0)
لم يتم إضافة ردود حتى الآن...