الحوسبة السحابية وتمكين صناعة التعليم
التصنيف | مقالات وتدوينات |
وقت النشر |
2020/10/28
|
الردود |
1
|
على مرّ السنين قطعت صناعة التعليم شوطا طويلا، ولم يقتصر التدريس والتعليم على الكتب المدرسية والفصول الدراسية، بل وصلا الآن إلى أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة، فاليوم تلعب التكنولوجيا دورًا كبيرًا في هذا التغيير الحاسم، ويرتبط المتعلمون دومًا داخل المدرسة أو خارجها في الوقت نفسه؛ حيث تمكّنهم التقنيات المناسبة من العالم الواقعي والمهارات الجاهزة للعمل سويًّا.
من كان يتصور أن أي طالب في أي جزء من العالم سيكون قادرًا على متابعة دورة في كلية تقع على بعد آلاف الأميال؟
تعد الحوسبة السحابية واحدة من التقنيات التي تدفع الابتكار لهذه الصناعة بشكل أساسي، كما تعتبر الحوسبة السحابية تقنية معقدة تحول التركيز من الموارد المادية إلى الموارد الافتراضية، وإذا كنت ترغب في فهم تأثيره على المشهد التعليمي فأنت بحاجة إلى معرفة ماهية الحوسبة السحابية وكيف تعمل في الواقع.
كيف تجلب الحوسبة السحابية الابتكار في التعليم؟
تشير الحوسبة السحابية إلى إعداد موارد الحوسبة التي يمكن مشاركتها في أي مكان، بغض النظر عن موقع المستخدمين، ومن خلال تطبيقات سحابية يصبح من الممكن جمع المعلمين والمتعلمين معًا على منصة واحدة موحدة، كما أنه لن تحتاج المؤسسات التعليمية مثل المدارس والكليات والجامعات إلى شراء وامتلاك وصيانة خوادمها ومراكز البيانات الخاصة بها، فبدلاً من ذلك يمكنهم الاستفادة من الحوسبة السحابية للاستفادة والرجوع لقواعد البيانات والتخزين والخدمات الأخرى عند الحاجة إليها، وبالإضافة إلى ذلك يمكنهم دائمًا التأكد من أن مواردهم آمنة على السحابة.
الفوائد الواسعة للحوسبة السحابية في مجال التعليم
1. بيئات فصول افتراضية قوية
مع البرامج السحابية سيصبح من الممكن للمؤسسات التعليمية أن يكون لديها فصول دراسية افتراضية للطلاب، فهذا المفهوم يقلل من تكاليف البنية التحتية إلى حد كبير، كما يمكنهم تقليل نفقات إعداد المعلمين العاديين في هيئة التدريس، وبدلًا من ذلك فإنه بإمكانهم التعاون مع المدربين المهرة الذين يعملون عن بُعد وتعد كموارد فعالة من حيث التكلفة، وفي الوقت نفسه يمكن للمعلمين إنشاء دورات عبر الإنترنت وتقديمها للطلاب في أي مكان، ويمكن للطلاب أداء الامتحانات الافتراضية وتوفير الوقت والنفقات بشكل فعال.
2. سهولة الوصول
إن إمكانات السحابة لا مثيل لها عندما يتعلق الأمر بإمكانية الوصول؛ حيث يمكن للمستخدمين الوصول بسهولة إلى محتوى الدورة والتطبيقات والبيانات في أي وقت وفي أي مكان، كما يمكنهم التسجيل في الدورات والمشاركة في الأنشطة الجماعية أيضًا، فلم تعد حواجز المكان والزمان موجودة، وتضمن السحابة توصيل المحتوى بسلاسة في جميع الأوقات، وما هو أكثر من ذلك فإن من الممكن للطلاب التعلم بسهولة أثناء التنقل عبر ارسال المحتوى على الأجهزة المحمولة.
3. توفير التكاليف
ميزة أخرى للحوسبة السحابية التي لا يمكنك تجاهلها هي توفير كبير في التكاليف؛ حيث يمكن لكل من المتعلمين ومقدمي الخدمات تجربة فوائد كبيرة في هذا السياق.
لا يحتاج الطلاب إلى الاستثمار في الكتب وتطبيقات باهظة الثمن؛ حيث تتوفر مصادر التعلم على السحابة بشكلٍ مجاني، كما يمكن لمقدمي الخدمات أيضًا خفض تكاليف الإدارة من خلال تبسيط العمليات مثل التسجيل وتتبع المهام، وبالطبع تقل تكاليف البنية التحتية أيضًا.
ويعتبر أفضل جزء في الحوسبة السحابية هو أنك تدفع لما تحتاج إلى استخدامه، مما يجعلها فعالة من حيث التكلفة.
4. تأمين تخزين البيانات
إلى جانب إمكانية الوصول وتوفير التكاليف، تقدم الحوسبة السحابية أيضًا ميزة تخزين البيانات الآمن، فيمكن للمؤسسات التي تقدم التعلم من خلال السحابة اعتماد شبكة افتراضية خاصة لضمان أمن البيانات، مثلًا: بروتوكولات VPN مثل IKEv2 مسؤولة عن التشفير التلقائي للبيانات الصادرة وحركة المرور، وهذا يعني أنه يمكن نقل محتوى التعلم بسهولة إلى المستخدمين دون المساس بسلامتهم، كما يمكن للمتعلمين حماية خصوصيتهم باستخدام VPN لتطبيقات التعلم المستندة إلى السحابة.
5. قابلية التوسّع
تشير قابلية التوسّع إلى قدرة التطبيقات على مطابقة الأعداد المتزايدة من المستخدمين، فالحوسبة السحابية تغطي المدارس والكليات والجامعات من هذه الناحية أيضًا، فهي تمكنهم من رفع مستوى تطبيقات وخبرات التعلم بسرعة وسهولة؛ ونتيجة لذلك يمكنهم التعامل مع عدد متزايد من الطلاب، بالإضافة إلى ذلك تساعدهم قابلية التوسّع أيضًا على إدارة ذروة الاستخدام الناجمة عن أحداث مثل تسجيلات التدريب وتقديم المهام، وبالمثل يمكنهم تقليص حجم السحابة على الفور خلال فترة النشاط المنخفض لمنع هدر الموارد.
6. المرونة والابتكار
تمنح الحوسبة السحابية لمقدمي التعلم الاستفادة من المرونة والابتكار فهي تمنحهم القدرة على التجربة بشكل أسرع وأكثر تواترا، مما يمكنهم الابتكار لخلق تجارب تعليمية أفضل للطلاب، ويصبح هذا ممكنًا لأنه يمكن تطوير أدوات وميزات جديدة واختبارها ونشرها في التطبيقات لجعلها أفضل من ذي قبل.
7. وصول أكبر للطلاب
توَفِّر الحوسبة السحابية الفرصة للطلاب لتوسيع آفاقهم في صناعة التعليم، ولهذا فإنه من الممكن لأولئك الذين لا يفضّلوا أنظمة التعلم التقليدية استكشاف المفهوم الجديد للتعليم عبر الإنترنت، وهذا يدفع الطلاب الذين يرغبون في اختيار التعلم عن بعد أو حتى متابعة الدورات في الخارج للعجب، كما يمكن أيضًا حضور الفصول الافتراضية للمحترفين العاملين الذين لا يستطيعون حضور الفصول الدراسية التقليدية ولكنهم يرغبون في ترقية مهاراتهم .
8. إمكانية استخدام أي نوع من الأجهزة
يمكن أن تعمل هذه التطبيقات السحابية بسلاسة على متصفحات الإنترنت، سواءً على أجهزة الكمبيوتر المكتبية أو المحمولة، كما يمكن للطلاب أن يتعلموا باستخدام الهاتف المحمول؛ لذا ليس هناك حاجة للاستثمار في كمبيوتر باهظ الثمن لأخذ الدورة، بالإضافة إلى أنهم لن يحتاجوا أجهزة تخزين خارجية لإمكانيّة الوصول إلى التخزين المجاني الموجود على السحابة.
ختامًا
فوائد الحوسبة السحابية لقطاع التعليم هائلة، فليس من المفاجئ أن مقدمي الخدمات الرئيسيّة قبلوا على تقنية الحوسبة السحابية حتى يتمكنوا من تعزيز الخدمات التي يقدمونها، وفي الوقت نفسه تظهر الحوسبة السحابية كأفضل خيار للطلاب؛ فلا شيء يضاهي التكنولوجيا السحابية التي تجعل القدرة على الوصول إلى المعلومات والتعلم بأطراف الأصابع ممكنًا، سواءً كانت جامعة كبيرة أو مدرسة صغيرة؛ فإن الجميع يُظهر التأثير الإيجابي للحوسبة السحابية وستصبح الأمور أفضل في المستقبل.
ترجمة أميمة عبدالله الاحمدي بتصرف من موقع https://bit.ly/Cloud0computing
التعليقات (1)
حنان سليمان علي البارقي
2020/10/29 | 06:27 PM
سجلت وحضرت الدوره لاكن لم تصلني شهادة الحضور