لغة المستقبل

غيّر زاوية السيرفر (المحرك) خمس درجات إلى اليمين...أوصل السلك الثاني بالمنفذ1...والقليل من التعديلات على الأكواد؛ والآن، اللحظة المنتظرة...أوصل الطاقة ...

"لقد فعلتها!"، هذا أول ما قلت بعد جهد ساعات من التجارب والتدريب على جزء بسيط من عالم كبير، عالم الإلكترونيات والتحكم.

 في السابق ظننت أن الألكترونيات التي تسهل علينا حياتنا ماهي إلا مجرد لمسة زر، فبلمسة زر نشغل المصباح ولمسة زر تشغل الميكرويف، ولمسة زر تشغل التلفاز، وبلمسة زر تُغسل الملابس وتُجفَّف... يالهذه الحياة السهلة، ولكني اليوم نظرت إلى الزر بمنظور آخر، بل أكتشفت ما وراء ذاك الزر الصغير والذي يتلاعب به، إنها دارات معقدة من التوصيلات والألكترونيات اللتي لا تعمل إلا بلغات وخوارزميات وبرمجيات خاصة تربط جميع المكونات بأوامر حسب رغبتنا أسميتها "لغة المستقبل".

فنحن نرى اليوم كل شئ من حولنا يتحرك بأوامر لتسهيل حياتنا في كل مجالات الحياة وهكذا أنظر للمستقبل، فالمستقبل يتجه إلى لغة التحكم وتطويع الآلات وجميع مايفيد الانسان خدمة وتسهيلاً لحياته ومعيشته وأحب أن أكون فاهمًا لما يدور حولي من تقدم وتطور لأساعد عائلتي وأصدقائي ومجتمعي وبلدي والانسان في التقدم والتطور وتقليل الصعاب. 

وعندما أطلعت على الأفكار والمشاريع التي تفيد المجتمع قمت بتجربتها ثم فكرت لماذا لا أحظى بمشروعي الخاص ، لذا دخلت في عمق الذكاء الإصطناعي والبرمجة ورأيت السطور البرمجية ، عرفت كيفية استخدامها والتعامل معها وبرمجتها ، فعالمنا الظاهري يخفي وراءه عالم من الذكاء الاصطناعي المعقد ومنه البسيط ولأبدأ يجب أن أتعلم الأبجدية أولا بدون قيود ثم اصعد شيئًا فشيئًا فأبتدأت بالأردوينو وهو عبارة عن لوح إلكتروني مفتوح المصدر يسهل عملية برمجة المتحكمات لتسهيل إستخدامها في الإبتكارات والمشاريع الإلكترونية المختلفة ، وتوجد الكثير من الملحقات المتوفرة للأردوينو من مجسات صوت ولمس وحرارة وضوء وغيرها ، كلها تعمل معاً لتسهل تنفيذ الأفكار والأحلام .

إنها اللبنة الأولى لعالم واسع من الإبداع والاختراع لنلحق ركب الأمم الأخرى التي سبقتنا ونتعلم منهم ونعلمهم بلغة مشتركة تفصل الحواجز بين الامم لغة يفهمها كل من يصنع ويبتكر شيئا يفيد ويخدم أخيه الانسان لغة البرمجة والخوارزميات والأوامر إنها "لغة المستقبل".

عبدالرحمن سائد قرة بيلو