التحول الرقمي

مادمت لست موجودًا في العالم الرقمي إذًا أنت غير معروف وتخفي توهجك في حين أنه بإمكانك أن تكتسح العالم وتكون الخيار الأمثل لكل من يعرفك ومن لا يعرفك! 

نعيش الآن نقلة نوعية في مجال التحول الرقمي، آلاف التطبيقات والمواقع الالكترونية تظهر بشكل متتابع، فيظهر الأول بالفكرة ثم يتتابع المنافسون بتطوير هذه الفكرة وابتكار المزيد من الحلول في محاولات جادة وحثيثة لأن يكون كل واحد منهم هو الأول في ذهن العميل; ولنا في هنقرستيشن وما تبعه من تطبيقات مشابهة خير مثال.

وما نشهده اليوم من نجاحات ساحقة لمشاريع رقمية، بدأت من الصفر حتى صارت علامة فارقة يعرفها الصغير قبل  الكبير، يجعلنا نتسائل عن سبب تأخر بعض المشاريع التي لا تزال تُدار بالنهج القديم وبالطريقة التقليديّة في التكيّف مع متطلبات هذا العصر والبدء في التحول الرقمي؟! 

وعلى الصعيد المؤسسي نرى أن هناك جهد كبير في بناء منظومة إداريّة كاملة على أساس تقني بحت، بما فيها منظومة التعليم التي بلا شك أثبتت أنها تسير بالإتجاه الصحيح حيث تمكن آلاف الطلاب من إتمام تعليمهم بكفاءة عالية عبر استخدام تقنيات وأنظمة تساعد في تفعيل التواصل بين الطلاب والمعلمين في جميع المراحل التعليمية في الوضع الراهن الذي نعيشه كان تحولهم لأتمتة التعليم عن بعد سريعًا وفعالًا.

كل مانعيشه اليوم في عام ٢٠٢٠  يجعلنا نفكر إلى أين نتجه نحن؟

هل ستكتسح الروبوتات حياتنا ونصبح خاضعين لها حتى في أبسط مهامنا؟ هل ستحوّل التقنية عالمنا ونصبح متحكمين بكل خياراتنا بضغطة زر؟ هل سيظهر في عالمنا خيارات أخرى للتواصل بأنظمة تقنية أضخم تستهلك منا طاقة ووقتًا حتى نستوعبها ونتكيف عليها؟ ماذا سيكون حالنا في ٢٠٣٠ في ظل هذا التطور التقني المذهل؟  

كل المؤشرات تقودنا إلى الإيمان بضرورة أن نتكيف مع المتغيرات، أن نتقن تعلم كل جديد وبضرورة أن لا نلحق بأحلامنا ركضًا في حين أنه بوسعنا الطيران!