مقالات وتدوينات
(3.6667)

الأمن السيبراني وكورونا: 3 أسباب للأهمية و3 توصيات للحماية

1,604 قراءة
2 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/11/08
الردود
2

في ظل تنامي الاعتماد على البنية التحتيّة الرقميّة خلال جائحة كورونا، يلعب الأمن السيبراني دورًا بارزًا في اجتياز الأزمة 

مع استمرار جائحة فيروس كورونا وتأثيرها السلبي البالغ على الأنظمة الصحيّة والاقتصاديّة والسياسيّة والاجتماعيّة، هناك تهديد آخر غير مرئي يظهر في الفضاء الرقمي؛ ألا وهو خطر الهجمات الإلكترونية التي تهدد الأدوات الرقمية اللازمة للحصول على المعلومات والوصول إلى الخدمات الحكومية والمالية والتعليم وإنجاز الأعمال. ويعني هذا أن اتباع تدابير قوية لحماية الأمن السيبراني بات أكثر أهمية من أي وقت مضى. 

وهناك ثلاثة أسباب تُبرّر التركيز على الأمن السيبراني:

تزايد الاعتماد على البنية التحتيّة الرقميّة

في ظل جائحة كورونا تضاعف الاعتماد على وسائل التواصل الرقمي؛ وأصبح الإنترنت تقريبًا أكثر وسائل الاتصال فعاليةً للتواصل والعمل وتوفير الدعم، وتزايد إقبال الشركات والمؤسسات الحكومية على سياسات العمل عن بُعد، وتحول نصيبٌ كبير من التعاملات الاجتماعية إلى مكالمات الفيديو ومنصات الإعلام الاجتماعي وبرامج التراسل الفوري.

كما تنشر العديد من الحكومات معلومات حول جائحة كورونا من خلال الوسائل الرقمية وعلى سبيل المثال: جعلت المملكة المتحدة من التكنولوجيا الرقمية النمط الأساسي للتواصل، وتدعو مواطنيها إلى متابعة مواقع الإنترنت الرسمية للحصول على التحديثات وتجنب الضغط على خدمات المعلومات عبر الهاتف.

وفي هذا السياق تزيد تكلفة الفشل في حماية الأمن السيبراني، وقد يكون للهجمات الإلكترونية التي تمنع المؤسسات أو الأسر من الوصول إلى أجهزتها أو بياناتها أو الاتصال الإنترنت تأثيرًا مدمّرًا، وفي أسوأ الأحوال قد تتسبب الهجمات الإلكترونية واسعة النطاق في أعطال كبيرة في البنية التحتيّة الأساسيّة تؤدي إلى قطع الاتصال عن مجتمعات بأكملها، مما يُعرقل عمل مُقدمي الرعاية الصحية والأنظمة والشبكات العامة، وهو ما حدث بالفعل عندما استهدف هجوم إلكتروني موقع (Worldometers.info)الذي ينشر إحصائيّات فيروس كورونا، وموقع وزارة الصحة والخدمات البشريّة الأمريكية في شهر مارس/آذار الماضي؛ بهدف تعطيل العمليات وتدفق المعلومات.


الجريمة الإلكترونية تستغل الخوف والشكوك

يستغل القراصنة ومرتكبو الجرائم الإلكترونية الضعف البشري في اختراق دفاعات الأنظمة الإلكترونية، ففي حالة الأزمات -وخاصة إذا طال أمدها- يميل الناس إلى ارتكاب أخطاء ما كانوا ليرتكبوها في الظروف العادية بسبب غلبة المخاوف وغياب المعلومات المُؤكدة حول مآلات الأزمة تمامًا كما يحدث في ظل جائحة كورونا، وعبر الإنترنت قد يؤدي ارتكاب خطأ مثل: النقر على رابط ضار أو مشاركة البيانات مع الجهة الخاطئة، إلى تكبد تكلفة باهظة.

وتستخدم الغالبية العظمى من الهجمات الإلكترونية بنسبة 98% حسب بعض التقديرات أساليب الهندسة الاجتماعية، ويتسم المجرمون الإلكترونيون بالابتكار في إيجاد طرق جديدة لخداع المستخدمين، وتطوير تقنيات للوصول إلى كلمات المرور والشبكات والبيانات، مستغلّين الموضوعات والاتجاهات الشائعة لاستدراج المستخدمين نحو سلوكيّات غير آمنة عبر الإنترنت.

وفي الآونة الأخيرة استهدف هجومٌ إلكتروني عالمي الأشخاص الذين يبحثون عن موادٍ مرئية تتعلق بانتشار فيروس كوفيد-19، وتم إخفاء البرمجيات الضارة في خريطة تعرض إحصائيات فيروس كورونا من مصدرٍ آمن على الإنترنت، وطُلب من المتصفحين تنزيل تطبيق ضار يُعرِّض حواسيبهم للخطر ويسمح للمتطفلين بالوصول إلى كلمات المرور المُخزنة.


سلوكيات خطيرة مع زيادة استخدام الإنترنت

يزداد السلوك الخطر بشكلٍ غير مقصود عند قضاء وقت أطول على الإنترنت على سبيل المثال: قد ينخدع المستخدمون بالوصول المجاني لمواقع غامضة أو عروض مقرصنة، ما يعرضهم للبرمجيات الخبيثة والهجمات المحتملة، وبالمثل قد تكون هناك مخاطر خفية في طلبات الحصول على معلومات بطاقات الائتمان أو تحميل تطبيقات متخصصة، وعمومًا وبشكلٍ خاص أثناء الأزمات مثل جائحة كورونا قد يكون النقر على الرابط الخطأ أو توسيع عادات التصفح عبر الإنترنت شيئًا مكلفًا وخطيرًا للغاية.


ما الحل؟

مثلما يتطلب التصدي لوباء فيروس كورونا تغييرًا في أساليب المعيشة والعمل وإدارة الاقتصاد، تقتضي المحافظة على الأمن السيبراني خلال هذه الأزمة وبعدها تغييرًا في سلوكيات تصفح الإنترنت، وهناك ثلاثة إجراءات عملية من أجل استخدام آمن للإنترنت:

- رفع معايير الأمن السيبراني

كما يُنصح الأشخاص بغسل أيديهم بعد كل تلامس وتعقيمها باستمرار، ينبغي أن يراجع الأشخاص عاداتهم خلال تصفح الإنترنت، ويشمل ذلك التأكد من استخدام كلمات مرور قوية أي طويلة ومُعقدة لأجهزة الموجهات المنزلية أو الراوتر، والتأكد من عمل أنظمة الحماية، بالإضافة إلى استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة للاتصال بالإنترنت كلما كان ذلك مُمكنًا وعد إعادة استخدام كلمات المرور ذاتها لأكثر من خدمة أو موقع.


- الحذر والتحقق

ينبغي أن يتحقق الأشخاص من التطبيقات قبل تنزيلها إلى أجهزتهم أو تقديمهم بيانات شخصية، وألا يستخدموا روابط مجهولة أرسلت عبر البريد الإلكتروني، كما يُنصح بالتحقق من عناوين الإنترنت قبل التسجيل في المواقع والتأكد من أن البرامج أو التطبيقات هي الإصدارات الأصلية من مصادر موثوق بها، وفي واقع الأمر تنتشر الفيروسات الرقمية مثل الفيروسات المادية، وقد يتسبب أي خطأ أو إهمال في التعرض لهجومٍ إلكتروني قد يمتد خطره إلى أصدقاء المستخدم وعائلته أو المؤسسة التي يعمل بها.


- متابعة التحديثات الرسمية

من الضروري تحديث البرمجيات والتطبيقات المستخدمة بشكل منتظم للتأكد من علاج مواطن الضعف ومواكبة تطور الهجمات السيبرانية، وفي حال التشكك في مصادر المعلومات أو البرامج ينبغي البحث في مصادر موثوقة على الإنترنت لمعرفة المعلومات المُتاحة حول هذه المخاوف وما يُماثلها.



المصدر: https://www.weforum.org/agenda/2020/03/coronavirus-pandemic-cybersecurity/


التعليقات (2)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد