مقالات وتدوينات
(0)

مواجهة التقنية لجائحة كورونا (كوفيد-19)

489 قراءة
0 تعليق
alt
التصنيف مقالات وتدوينات
وقت النشر
2020/11/29
الردود
0

بقلم : محمد مصطفى  حسين 


ما كنا نتوقع أن يطل علينا عام 2020 بمثل هذا الوباء ففي ظل التطور المستمر الذي يشكل ويغير دول العالم وتطلعات وأحلام الشعوب، وإذ تداهم جائحة كورونا حياتنا وتغير من أنماط سلوكنا وعاداتنا، بل إنها شكلت تحدّيًا كبيرًا لنسيجنا الاجتماعي وقلبت أحوال المال والأعمال رأسًا على عقب، الكل اليوم يبحث عن طوق النجاة، خلف العلماء والأطباء ويتلقف بشغف كل خبر عن أبحاث اختراع لقاح ليكون بارقة أمل الإنسانية.
وفي ظل تلك الأزمة والمطالبة بالتباعد بين الناس، وإيقاف جميع المعاملات البشرية، برزت أهمية التقنية كبديل للتواصل والعمل والتعليم عن بعد، وتعززت الحاجة إلى تطور تقنيات الاتصالات والذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات الضخمة وغيرها من التقنيات التي باتت واقعًا لتيسير الحياة على الناس وعمل الحكومات ودفع عجلة الاقتصاد!.
فقد اتجهت أنظار العالم إلى أهمية سرعة تقدم التكنولوجيا الرقمية وسيطرتها على كافة نواحي الحياة بعد التخوفات التي كانت في الماضي بسبب احتمالية فقدان الوظائف ولكن الجميع توقف والنقاشات انتهت وفرضت التقنية نفسها في أزمة كورونا بعد غلق الكثير من المكاتب الحكومية ومكاتب الأعمال والمدارس والأسواق، فهذا التقدم قلص من تأثير المشاكل، ومكن من استمرار الحياة وتقديم الخدمات!.
فرأينا وجود التقنية بشكل كبير عندما تم استخدام الطائرات بدون طيار لنقل الإمدادات الطبية والعلاج لأماكن الحجر الصحي، وفي مجال التعليم فتح العنان للابتكار في مستقبل التعليم والتعليم عن بعد وتقديم أفكار تطبيقية لتوظيف تكنولوجيا التعليم بشكل جيد، وفي المجال الطبي توسعت التقنية إلى تصميم تقنيات ترصد انفعالاتك من خلال جلدك وأيضا تم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات مرضى كوفيد-19 ومتابعة حالتهم الصحية، وفي مجال الزراعة تم توظيف الروبوتات بشكل كبير للاعتناء بالمحاصيل الزراعية والحفاظ على أنظمتنا الغذائية وفي مجال الاتصال برز دور شبكات الجيل الخامس في دعم الذكاء الاصطناعي وخلق الحلول للحد من تعطل أو توقف عجلة الحياة وفي الحياة بصفة عامة أبدعت بعض الحكومات في استخدام التطبيقات التكنولوجيا من فرض وإدارة عمليات الحظر وتقديم الخدمات للناس وفق أساليب تحد من انتشار الوباء
اليوم يقف العالم على محك ويتضامن لمواجهة أكبر كارثة تعصف به، ويكرس الجميع التعاون والاستفادة من كل ما تملكه البشرية من مواردها التقنية والصناعية بعيدًا عن حسابات السياسة وجنسيات الشركات والعلاقات التجارية، فمستقبل البشرية اليوم يعتمد على التضامن ومد جسور التعاون وبناء قواعد الثقة بين قوى العالم وتميكن العلماء والمتخصصين من دورهم لريادة وإنقاذ العالم.

التعليقات (0)

قم بتسجيل الدخول لتتمكن من إضافة رد